ليبيا- 18 يوليو 2022م (وام)
على امتداد العقد المنقضي شهدت ليبيا ظاهرة حرائق الأشجار على نحو متسارع في أنحاء البلاد، وباتت تشكّل خطرًا يخلّف أضرارًا جسيمة، يقابله عجز في إمكانات الإطفاء الحكومية لكبح الحرائق المتنقلة، في الشرق والجنوب والغرب، نتيجة للتغيرات المناخية التي تسببت بارتفاع متزايد في درجات الحرارة.
غابات الجبل الأخضر كانت شاهدة على سلسلة حرائق تسببت بخسائر مادية كبيرة، ففي عام 2013م، التهمت النيران على فترتين متقاربتين، مئات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، تدخلت فيها فرق إيطالية، لتخمد الحرائق، بعد أن طلبت الحكومة الليبية مساعداتها في السيطرة عليها.
غرب ليبيا بمدينة زليتن أظهرت إحصاءات رسمية عام 2019م، اندلاع 118 حريقًا خلال شهر، كان للغابات واليابسة النسبة الأكبر بواقع 84 حريقًا، وفقاً لهيأة السلامة الوطنية، بالإضافة لنشوب حرائق متفرقة على مدى السنوات الماضية قرب المعبر الحدودي بين ليبيا وتونس، وفي مدينة بني وليد التي تعد فيها أشجار الزيتون والنخيل مصدر قوت لعديد الأسر.
جنوب ليبيا مُنذ بضعة سنين بمدينة غدامس التاريخية اندلعت حرائق مروعة أصابت بعض المزارع المتاخمة للمدينة القديمة بأضرار بالغة، والتهمت نحو 1000 شجرة نخيل، ليندلع في شهر مايو الماضي حريق ضخم التهم أكثر من 800 نخلة، ليتكرر نفس المشهد يوم السبت بنشوب حرائق شكلت خطرًا على المواطنين والبنية التحتية.
عميد بلدية زلة علي الصالحين قال إن التخوف الأكبر من الحريق كان على الحي السكني والخطوط الكهربائية القريبة من النيران، مناشداً هيأة السلامة الوطنية بالتدخل، لافتا إلى أن البلدية تفتقر لسيارة إطفاء وأبسط المعدات، ونقص في الأفراد التابعين لفرع هيأة السلامة.
وفي حين يؤكد ذوي الشأن أن نشوب الحرائق يعود لأسباب مختلفة من ارتفاع درجات الحرارة والرياح القبلي وبعض السلوكيات الخاطئة مثل رمي أعقاب السجائر أو ترك نيران دون إطفائها، تتزايد المخاوف من أن تتسع هذه الظاهرة في شهر يوليو الجاري، الذي يعد أعلى أشهر السنة حرارة في ليبيا، تصل خلالها الحرارة إلى ما فوق الأربعينات.
هيأة السلامة الوطنية تعاني من نقص الإمكانات الإطفائية في أنحاء البلاد، بعدم توفر سيارات وطائرات الإطفاء وقطع الغيار، علاوة على النقص الحاد في المادة المساعدة في إخماد الحرائق، مع نقص في أفرادها، مع غياب تام لها بعديد المناطق، ونتيجة للأوضاع الراهنة وعدم دعم الجهات المختصة تواجه الهيأة ظروفاً صعبة خلال فصل الصيف، دون أن يكون لها القدرة على مواجهة الأزمات التي تواجهها.