ليبيا – 9 ديسمبر 2021م.
وجه المبعوث الخاص للأمين العام، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ” يان كوبيش “، رسالة وداع لليبيين من مهامه كمبعوث خاص للأمين العام، ورئيس لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، بالتزامن مع اقتراب اليوم الأخير من عمله, كشف فيها مسيرته المهنية خلال فترة عمله التي لم تتجاوز العام .
كوبيش ” استعرض في رسالته محطات مهمته كمبعوث في ليبيا والتي مرت بها البعثة الأممية ،خلال ترأسه لها ،وعمله على مساعدة ليبيا في سيرها نحو الاستقرار والوحدة وتحقيق السيادة على حد وصفه .
وأشار ” كوبيش ” ،إلى إنه عمل على تقديم الدعم لليبيين لتحمل مسؤولية مصير بلادهم بأيديهم، بدءاً من انعقاد جلسة موحدة لمجلس النواب بعد سنوات من الانقسام، تم خلالها منح الثقة للسلطة التنفيذية المؤقتة ،المتمثلة في المجلس الرئاسي ،وحكومة المؤقتة ،التي انبثقت عن ملتقى الحوار السياسي الليبي.
الرسالة تطرقت إلى عمل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وقال خلالها إنها تمضي بخطى ثابتة استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، للبدء بعملية الاقتراع في 24 ديسمبر 2021، حسبما نصت عليه خارطة الطريق، للخروج من دوامة الانتقال السياسي التي طال أمدها والعودة إلى الشرعية الديمقراطية.
ولفت كوبيش ،إلى أن الغالبية الساحقة من الشعب الليبي تريد الانتخابات، بينما العديد منهم تساوره شكوك طبيعية ومخاوف وخوف من المجهول، مع احتدام التنافس السياسي الشرس والمتعنت في بعض الأحيان وتحوله إلى نزاع.
وفي رسالته شدد ” كوبيش “، على أنه مع كل المخاطر والتحديات وما يرافقها من أخطاء ومثالب فنية وإجرائية علاوة على الظروف غير المثالية، إلا أنه لا ينبغي تفويت فرصة اجراء الانتخابات لتكون نقطة البدء لمستقبل ديمقراطي جديد لليبيا ، مبينا أنه قد لا تكون هذه الانتخابات الحل لجميع المشاكل التي تعاني منها ليبيا، إلا أنها خطوة غاية في الأهمية تفسح المجال أمام الحلول المستقبلية بما في ذلك افساح المجال لوضع دستور دائم، والخروج من حالة الانقسام .
كوبيش ، ناشد في رسالته جميع الليبيين ،أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع وأن يدلوا بأصواتهم للمرشحين القادرين على ضمان الوحدة والاستقرار والسيادة القائمة على المصالحة الوطنية والعدالة والمساءلة والديمقراطية ، مؤكدا على ضرورة منح فرصاً أكبر للنساء والشباب
وعلى الصعيد الأمني، اثنى المبعوث الأممي، على جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، و قال إنها كانت مثالاً يحتذى به في العزيمة خاصة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ،واستمراره ، والتي أفضت بدعم من البعثة إلى إعادة فتح الطريق الساحلي بين مصراتة وسرت، مما ساعد على تسهيل تنقلات الليبيين في جميع أنحاء البلاد، إلى جانب تنفيذ العديد من تدابير بناء الثقة، بدءاً من تبادل المحتجزين إلى استئناف جميع الرحلات الجوية بين جميع مناطق ليبيا.
وأشار ، إلى أ، البعثة سهلت اجتماعات اللجنة المشتركة (5+5) مع دول الجوار (تشاد والنيجر والسودان) التي احتضنتها مصر في القاهرة.
واعرب المبعوث الأممي ،عن أسفه لتقديم استقالته لأسباب مهنية وشخصية ،مؤكدا أنه كان من الضروري تنحيه عن منصبه كمبعوث خاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة، متمنياً كل التوفيق للمستشارة المعينة حديثًا، السيدة ستيفاني وليامز.
وأكد كوبيش في ختام رسالته المطولة ، أن توحيد المؤسسات الليبية وسلاسة أدائها كان في صميم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والوحدة لليبيا، موضحا أنه تم العمل على دعم إكمال تقرير المراجعة المالية لفرعي مصرف ليبيا المركزي.