غزة – 01 أكتوبر 2022م (وام)
لا يزال مشهد احتماء الطفل الشهيد محمد الدرة خلف والده للاختباء من رصاص جنود الاحتلال الصهيونى، حاضرًا في أذهان الفلسطينيين والشعوب العربية وأحرار العالم على الرغم من مرور 22 عامًا على هذه الجريمة النكراء.
صادف بالأمس الموافق الـ 30 من سبتمبر ذكرى هذا المشهد المؤلم الذي هزّ الوطن العربي.. رصاص الاحتلال الغاشم الذي كان يُمطر دون توقف؛ يقتل طفلًا على الهواء مباشرة في جريمة لم ينسها العالم.
الشهيد محمد الدرة مثّل أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي كانت شرارة اندلاعها اقتحام الصهانية لباحة المسجد الأقصى، ففي ثاني أيام الانتفاضة كان يسير محمد، رفقة والده “جمال الدرة” في شارع صلاح الدين بقطاع غزة، ليجدا أنفسهما فجأة محاصرين ومستهدفين بنيران جنود الاحتلال، تمكن جمال من الاختباء خلف برميل إسمنتي ودسّ طفله وراءه، وكان يصرخ على جنود الاحتلال لوقف النار إلا أن صرخاته لم تجد مسمعًا.
عدد هائل من الرصاص خرج من بنادق الاحتلال واخترق جسد محمد الذي صرخ أبوه “مات الولد” لتصبح صرخته أيقونة فلسطينية، وتاريخًا شفويًّا لمجزرة ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الطفولة الفلسطينية.
جريمة لم تمنع الاحتلال من مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني خاصة الأطفال منهم، فاستشهد منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم أكثر من 2230 طفلًا.
لم يحاسب الاحتلال الغاشم على ما اقترفه حتى يومنا هذا، إلا أن هذه الذكري بقيت غصة في حلق الكيان الصهيونى ودليلًا وثّق إجرامهم ووحشيتهم في حق الصغار قبل الكبار .