2024-10-06

#المصالحة الوطنية

ليبيا – 25 يونيو 2022م (وام)

شريط ذكريات يناهز عمره اثني عشرة سنة، تحمل صوره حكاية بلاد عاشت انعزالًا ثم انفتاحًا وآمالًا بغدِِ مشرق، شاء القدر بأن يكون على صوت رصاص واكبه تفجير واغتيال في كل رقعةٍ مجتاحة من الإرهاب، اكتمل بانقسام سياسي وموازاة في الحكومات والمؤسسات، يشتعل اليوم فيه فتيل شمعة؛ لعلَّ ضوءها يزيل ظلامًا دامسًا أحاط شعبها لأكثر من عقد.

مشروع المصالحة الوطنية:

الثالث والعشرون إما أن يكون بعد حين صانعاً للتاريخ أو يمضي كبقية الأيام، حيث أعلن المجلس الرئاسي في مؤتمر صحفي عن الرؤية الإستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية، متجسداً في ثلاث محاور أساسية تتضمن أسانيد المقترح وجذور الصراع والرؤية والأهداف، التي أشارت للأسس القائم عليها المشروع المعدّ من قبل مختصين وخبراء، اُختُزل في 33 قضية، أهمها الهُوية والحكم والأمن الوطني واللامركزية والعدالة الانتقالية.

عرض المشروع في أسرع وقت:

المستشار عقيله صالح في كلمته عن المصالحة قال: “نتطلع إلى أن ننطلق نحو إنجاز مصالحة وطنية حقيقية تضمن تحقيق الأمن والأمان والاستقرار، نطوي بها ماضي الصراعات والأحقاد، وتتطهر بها النفوس، وتُستَنهض بها الهمم، بخطوات ثابتة نحو بناء دولة القانون والمؤسسات”. مشيراً إلى أن المصالحة ركن أساسي في بناء الوطن، وضمان استقراره ونهضته، داعياً المجلس الرئاسي إلى عرض المشروع في أقرب وقت.

آن أوان التسامح والمصالحة:

رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أكد بأنه آن الوقت لنتسامح ونتصالح، بعد سنوات، من قسوة التهجير، ومرارة الفقد، وويلات الانقسام والتخلف، مضيفاً: “نحن اليوم أحوج ما نكون إلى جهود وطنية تخرج الوطن من دائرة الارتهان، والتبعية، فلا مناص من إعادة اللحمة الوطنية وإعادة النسيج الاجتماعي كما كان”.

بلد موحد ودولة قوية:

النائب بالمجلس الرئاسي عبدالله اللافي أشار إلى أن الرئاسي عقد العزم على التأسيس الصحيح لمشروع المصالحة، مستهدفًا به بلدًا موحدًا ومجتمعًا متماسكًا ودولة قوية، فيما جدد النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني بأنه بمقدور الليبيين تجاوز الماضي، والالتفات حول ليبيا من أجل استقرارها وازدهارها.

استعادة السيادة والوحدة:

رئيس المفوضية العامة للاتحاد الإفريقي، شدد على أن الوقت قد حان لتدارك الأمر ووضع حلٍّ عاجل لحالة الانقسام والمضي قدما مع ليبيا والأمم المتحدة؛ لبلورة خارطة طريق عملية للمصالحة، فيما دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى مواصلة العمل بمشروع المصالحة، لافتاً إلى أن الاستقرار سيتحقق في ليبيا بعد استعادة سيادتها ووحدتها وخروج كل المرتزقة منها.

عهد جديد:

لبنة مشروع مصالحة وطينة جامع، يأمل منه الليبيون، ولادة عصر جديد خالٍ من الحروب والكراهية والانقسام، يساهم في رأب الصدع والشرخ الاجتماعي الذي تعرضت له البلاد، ويُيَسِّرُ قيام انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة؛ تُمكِّن الشعب من تحديد مصيره واختيار من يمثله، بعيدًا عن الترهيب والتركيع وفرض الآراء بفوهات البنادق والمدافع.