رغم عدم وجود تفويض من الأمم المتحدة، واحتجاج الملايين من الأشخاص في شتى أرجاء العالم على الحرب على العراق، إلا أن يوم 20 مارس 2003 بدأت الحرب العراقية رسميا ونشر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة خلال حقبة الرئيس جورج بوش الابن قوات قوامها لا يقل عن 200 ألف جندي.
كان الهدف الحقيقي من وراء هذه الحرب الإطاحة بنظام حكم الرئيس صدام حسين، الذي قاد البلاد منذ عام 1979، وكانت حجة الحرب بحسب الادعاء الأمريكي لما يملكه الأخير من أسلحة وُصفت بالدمار الشامل.
وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد كان أحد صناع القرار الأساسيين في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، بشأن الحرب على العراق، كما يعتبر أحد أبرز الشخصيات الذين كانوا وراء إطلاق عملية غزو العراق، التي أدت إلى إسقاط نظام صدام حسين، وأسفرت عن سنوات طويلة من الانفلات الأمني في العراق.
رامسفيلد.. الذي رحل عن العالم ليلة الأربعاء عن عمر ناهز 88 عاما كانت له ثاني أطول فترة في منصب وزير الدفاع في التاريخ الأمريكي، وكان أيضا وراء إطلاق العملية العسكرية في أفغانستان عام 2001، أو ما عُرف بالحرب على الإرهاب” عقب هجوم تنظيم “القاعدة على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر من ذات العام .
رامسفيلد.. المعروف بمهندس حرب العراق صنع تاريخا قبل رحيله أقل ما يوصف به بالدموي…
وشهدت حقبته خلال توليه المنصب إحدى أكبر الفضائح التي أساءت إلى سمعة القوات المسلحة الأمريكية، وهي المتعلقة بالتعذيب وإهانة السجناء في سجن أبوغريب العراقي .
وعلى خلفية الآثار السيئة للحرب المفتعلة التي ساهم رامسفيلد في إشعالها أصدر الرئيس بوش عام 2006م، قرارًا بإقالته بعد أن وجدت القوات الأمريكية نفسها في مستنقع العراق لثلاث سنوات ونصف السنة من القتال، تسببت في مقتل وإصابة آلاف الجنود الأمريكيين، وآلاف المقاتلين والمدنيين الآخرين في العراق وأفغانستان.
رامسفيلد.. كان أبرز من حذر من خطورة ما سميت بأسلحة الدمار الشامل العراقية// كمبرر للغزو الامريكي للعراق عام 2003 والتي لم يتم العثور عليها إطلاقا بعد التوغل الأمريكي فيها …
وفي كتابٍ أطلقه عن مذكراته دافع رامسفيلد عن حرب العراق قائلا: إنها كانت تستحق الثمن الذي دفع فيها وظل غير نادم على طريقة إدارته للصراع.
الكثير من المحللين حمّلوا رامسفيلد المسؤولية الشخصية على بعض الأخطاء الأمريكية في العراق .
الرئيس الأمريكي السابق ، دونالد ترامب، المثير للجدل أدان عام 2017م ، قرار غزو العراق واصفا إياه بأنه أسوأ قرار اُتخذ في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق … وقال: إنّ الهجوم على العراق ما كان يجب أن يحصل في المقام الأول.. مضيفًا أن بلاده أطلقت العنان في هذه الحرب مشبها إياها برمي أحجار على خلية نحل… قائلا: إنها واحدة من لحظات الفوضى العارمة في التاريخ.