القاهرة ـ 19 فبراير 2022م
(وام)
عبر رئيس مجلس النواب المستشار عقيله صالح؛ عن امتنان مجلس النواب وتقديره لجهود رئاسة البرلمان العربي، وسعيها في مواجهة الأخطار التي تتهدد الأمة، وتنال من أمن شعوبها واستقرارها.
واستعرض رئيس مجلس النواب في مستهل كلمته خلال المؤتمر الرابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية المنعقد بمقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة؛ التطورات التي تشهدها عملية التسوية السياسية للأزمة الليبية قائلا: “إننا أُصبنا بإحباط شديد بسبب عدم تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021؛ لأسباب تتعلق بعجز وفشل الجهات الموكل إليها طبقا للاتفاق السياسي؛ تهيئة المناخ الأمني والاجتماعي لإنجاز المصالحة الوطنية”.
وأكد المستشار عقيله صالح أن مجلس النواب كان وما زال يراهن على أن إنجار الاستحقاقات الوطنية؛ هو الضامن الوحيد والواقعيّ؛ لتحقيق إرادة الليبيين في انتخاب من يمثلهم لإنهاء الصراع وحل الأزمة في البلاد.
وتابع المستشار عقيله صالح، أن مجلس النواب لم يألُ جهدا في دعم المفوضية العليا للانتخابات؛ لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي في موعده، خاصة فيما يتعلق بإصدار قانوني رئيس الدولة ومجلس النواب، وأن المجلس لم يتوانَ في حثّ المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية على القيام بمهامها؛ لتنظيم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها، والمحافظة على المنجزات والمكتسبات التي تحققت في مسارات التسوية الشاملة على المستويين “السياسي والعسكري” وتفادي العودة إلى مربع الصراع والاقتتال.
وأضاف أن مجلس النواب قد شكّل لجنة برلمانية أنهت أعمالها بوضع خارطة طريق في إطار توافق “ليبي ليبي” لأول مرة منذ بداية الصراع؛ تنص على اتخاذ التدابير كافة؛ لتهيئة الأوضاع الامنية والاجتماعية والاقتصادية، ووضع قواعد دستورية وتشكيل لجنة من الخبراء والمختصين للنظر في تعديل بعض بنود مسودة الدستور الجدلية وطرحها للاستفتاء الشعبي.
وعرج رئيس مجلس النواب في كلمته على ما تشهده المنطقة العربية قائلا: إن الأسباب المؤدية لتلك الصراعات راجعة لغياب لغة الحوار والتوافق الوطني والتدخل الأجنبي بشكل سلبي في الشؤون الداخلية للدول مباشرة أو باستعمال أدوات محلية لإدامة الصراع وخلق الأزمات. وشدد على أن وقف هذه الصراعات والأزمات يتطلب مدّ جسور الثقة بين مختلف الأطراف والحد من التدخل واحترام القانون وردع الخارجين عنه، ومحذرًا من أن إدامتها سيسمح بمزيد من التدخل للأطراف الداعمة للفوضى وعدم الاستقرار، مما سينعكس سلبا على حياة المواطن العربي ومعيشته.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد المستشار عقيله صالح في كلمته أن فلسطين تسيطر على أحاسيس الليبيين، وهي شغلهم الشاغل، ينتشون بذكرها، ويرقبون تحريرها وعودة أهلها، مبينا أن الاحتلال الايطالي لليبيا تزامن مع احتلال فلسطين، مؤكدا أن رغم ذلك فقد شارك عدد من الليبيين جنبا إلى جنب في الجهاد ضد اليهود، ومجددا دعم ليبيا الأبدي لفلسطين؛ حتى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها “القدس الشريف”.
واختتم المستشار عقيله صالح كلمته بدعوة رئيس وأعضاء البرلمان العربي؛ لعقد المزيد من اللقاءات لتقريب وجهات النظر بين الحكومات العربية ووضع برامج عمل من شأنها تقديم العون للبرلمانات والشعوب؛ للتغلب على الأزمات ووقف الصراعات، والتقدم تجاه البناء والتنمية العربية.