26 أبريل 2023م (وام)
خلايا تبشيرية ودعاةٌ للإلحاد وشباب يرتدّون عن الإسلام؛ خيوطُ مؤامرة تتوالى في الظهور، وليس لها هدف إلا هدم المجتمع الليبي وضرب ثوابته.
لا تتوقف الحالات التي تكشفها الأجهزة المعنية حول جماعات الإلحاد والتنصير، في وقت يتساءل الليبيون فيه: هل هي أفعال فردية .. أم هي كما أكد جهاز الأمن الداخلي مرارا؛ حملات منظمة ومستمرة منذ سنوات خلت، مستغلةً حالة الفوضى التي تسيطر على المناخ العام.
الجهاز وخلال الاعترافات التي يبثها عبر منصته الرسمية؛ يؤكد أن الأمر جلل؛ مُنبهًا الأسر والعوائل الليبية بضرورة الاهتمام بأبنائهم ومتابعتهم في ظل هذا الأفق الواسع والواقع الاستثنائي الذي فرضته مواقع التواصل الاجتماعي.
بتوجيهات من رئيس الجهاز اللواء أسامة الدرسي؛ قُبض على شخص نيجيري الجنسية نشط في الدعوة والاستقطاب للنصرانية؛ مقدما لضحاياه كتبا ومؤلفاتٍ تنفّر من الإسلام؛ وتبيّن إثر الاستدلال بأنه مطلوب لدى النائب العام في قضايا خطيرة.
وبعرض أوراق المعني على المحامي العام؛ أصدر تعليماته بتكثيف دائرة البحث والتحري، والتي بدورها أسفرت عن ضبط شقيقين اعتنقا النصرانية بمدينة بنغازي؛ مطالبًا باستكمال التقصي والبحث.
وقد سبق للنيابة العامة أن أعلنت -في مارس من العام الماضي- أنها حققت مع خمسة ليبيين متهمين بإدارة جماعة سرية تحت مسمّى حركة التنوير، مؤكدةً اعترافهم بأنهم يدعون إلى الإلحاد ويرفضون الأديان ويتعمّدون الإساءة إلى الدين الإسلامي.
وتتعدد وسائل التنصير وتتنوع وجوهها؛ فتارة بصور مواقع وملتقيات تستهدف الشباب المؤثر وقادة الرأي والمتعلمين عبر أطروحات تمس الثوابت، وتارة في صورة معارض وأنشطة تظهر التسامح والتلاقي الحضاري بين الشعوب كسفينة “لوغوس هوب” التي رست بالشواطئ الليبية العام الماضي، التي تعمل بإشراف ودعم مباشر من منظمة التعبئة التنصيرية .. في وقت حذرت هيأة الأوقاف من زيارتها لما أكدت أنها خطر على عقيدة المسلم، وثوابت دينه بما تحويه من مؤلفات.
وفي ظل هذا المدّ الممنهج، يؤكد جهاز الأمن الداخلي وقوفه حائط صدّ لأي أجنبي تسوّل له نفسه المساس بالدين الاسلامي، وسلامة ليبيا وأبنائها، مبينًا في السياق ذاته أن هذه المواجهة تحتاج تكاتفا مجتمعيا وخططا وطنية موحدة .. في مرحلة أضحى فيها الشباب؛ فريسة سهلة الاقتناص والتجنيد؛ ليكونوا معاول هدم في مجتمعهم لا معاول تطوير وتنمية .. ولكن يبقى السؤال حول غياب دور المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية ومنظمات المجتمع المدني في هذه المعركة!