السودان – 31 يوليو 2022م (وام)
تاريخ الثورات في السودان ارتبط بانفجار الانسداد الذي يعكس أزمات مستحكمة في المجتمع، ففي وقت يترقب الشارع السوداني إنهاء أزمته السياسية، التي تفجّرت مع الانقلاب الذي قاده قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر، وبعد إعلان المكون العسكري انسحابه من الحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية اتجهت بعض القوى المدنية في البلاد إلى إقامة تكتلات وتحالفات جديدة، ما يزيد من حدة الخلافات داخل المكون المدني.
تحالف باسم قوى التغيير الجذري أُعلن تكوينه في الخرطوم، يضم 10 مكونات سياسية متشددة في مواقفها ضد العسكر، إذ يعتمد على خيار المقاومة الشعبية لإسقاط النظام القائم، ويعد أيضًا تحالفاً موازياً لقوى الحرية والتغيير بشقيها المجلس المركزي والميثاق الوطني.
السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب قال في مؤتمر صحفي بالخرطوم، إن التحالف سيضم كل القوى السياسية والنقابية ولجان المقاومة المؤمنة بالتغيير الجذري، والرافضة أفكار التسوية مع الانقلاب.
الخطيب أشار إلى أن الخط المعارض قبل سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير انقسم إلى اثنين، الأول تبنى فكرة التغيير داخل النظام وهو ما أطلق عليه قوى الهبوط الناعم، والآخر اختار طريق الثورة لإسقاط النظام، وانتهى بنجاح التيار الثاني، لكن الثورة وبعد السقوط انحرفت، بفعل الشراكة بين العسكر وقوى الهبوط الناعم، عن مسارها، وتوج ذلك بانقلاب 25 أكتوبر الماضي.
اجتماعات مكثفة للجنة توحيد القوى، وبحسب الخطيب، فإن الأوضاع تدهورت إثر ذلك على مختلف الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يستدعي توحد القوى الثورية الحية لإسقاط الانقلاب واستلام السلطة وتنفيذ مشروع تغيير جذري شامل.
الخطيب أوضح أن البلاد عاشت، خلال الشراكة بين العسكر وقوى الحرية والتغيير، مرحلة متقدمة من الفقر والمجاعة والتبعية للخارج والخضوع لإملاءات صندوق النقد الدولي.
برنامج التغيير الجذري يقوم على تحقيق العدالة الاجتماعية قطاعيّاً ومنطقيًّا وإنهاء الحرب واستدامة السلام، وعدم التفريط في سيادة البلاد ومواردها، عدا عن التشديد على ضرورة تحقيق التداول السلمي للسلطة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، فكيف ينظر المراقبون لهذه التحالفات من ناحية مدى إعاقتها أو مأساتها في إيجاد حلول للأزمة الراهنة؟