من مشروعات الطاقة إلى أحاديث إعادة الإعمار، وصولاً إلى الاستحواذ على قطاع الكهرباء، لا يحتاج التغلغل التركي الممنهج في الاقتصاد الليبي إلى براهين كثيرة، فالأذرع الممتدة إلى خيرات البلد العربي تمتد فوق الرمال وصولا إلى تحقيق أطماعها وخططها كي تنال مرادها.
وبدأت تركيا وسلطانها الحالم باتخاذ خطوات فعلية لترسيخ نفوذها في الغرب الليبي، ومدّ أذرعها داخل مفاصل طرابلس وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
يأتي ذلك بعد أن كشفت شركة تركية استعدادها لإرسال فريق فني إلى طرابلس، من أجل تزويد العاصمة وغيرها من المناطق بالطاقة الكهربائية، عبر أسطول من محطات توليد كهرباء عائمة، يُتوقّع أن تكون عائداتها بالمليارات.
الشركة قالت أيضا إنه سيجرى تقييم البنية التحتية حتى تتمكن من تقديم مقترح متكامل حول “الصفقة الجديدة”، كاشفة عن نواياها باستمرار بيع الكهرباء لطرابلس، حتى إن تم إصلاح محطات الكهرباء المحلية، الأمر الذي يدل على أن تركيا تتحكّم بمراكز اتخاذ القرارات، وتفرض آراءها بالقوّة في العاصمة طرابلس وباقي المنطقة الغربية.
والأطماع التركية في ثروات الليبيين تتزايد يوما بعد يوم، عبر إغراق ليبيا بفوضى الإرهاب والسلاح لإطالة أمد الأزمة، وتحقيق أجندتها في النهاية.
لكن المفارقة أن تلك الشركة التي ستبيع الكهرباء إلى الميلشيات قالت إن محطاتها ستستخدم الوقود والغاز الليبي حتى يتسنّى لها بيع الكهرباء إلى طرابلس.