قال عضو مجلس النواب سعد امغيب إنه حذر سابقاً من اعتقاد بعض الدول أن اجتماع النواب المنعقد في القاهرة كنوع من العودة للدبلوماسية والحل السياسي من قبل الأعضاء النواب والتئام المجلس.
امغيب أشار خلال مداخلة هاتفية أمس الثلاثاء إلى أنهم ليسوا ضد الحلول السلمية التي تخرج البلاد من أزماتها لكن هذه المبادرات قد فات وقتها، معتبراً أن البيان الختامي جاء بعد بيان “البرلمان البائس” البعيد عن تطلعات الليبيين فلم يذكر خلاله دعم الجيش وإنجازاته ومواقف الليبيين في تحرير العاصمة من المليشيات والإرهابيين ولم يتضمن مطالبة الجامعة العربية ومجلس الأمن بإصدار قرار يرفع الشرعية عن حكومة الوفاق التي عاثت في أموال الليبيين.
وتابع مضيفاً :”هذه قفزة كان خلفها هدف لعقد التشاورات خارج الوطن وأعتقد أن ما توقعته قد حدث بعد بيان هذه الدول الـ 6 بإيقاف العمليات العسكرية، أنا مع تقدمات وسيطرة الجيش على العاصمة وبعدها يكون الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية لكل الليبيين”.
وأعرب عن تمنياته بأن تأخذ هذه الاجتماعات صفة الجدية والنقاش بوسائل تهم المواطن والوطن و تسعى لإثبات وجود وقدرة الليبيين على حل المشاكل وتشكيل الحكومة دون الخروج من ليبيا، لافتاً إلى رفضه الجلوس مع بعض المؤدلجين و الأشخاص الذين صفقوا وهللوا لمن قتل أبناء الجيش في المستشفى ومن دعم تحركات السراج وبيع ليبيا بسوق النخاسة لتركيا وإيطاليا.
كما يرى أن الليبي الحقيقي هو الذي يغلب مصلحة ليبيا على مصلحته الشخصية والذي يسعى لاستعادة ليبيا ويدعم قوات الجيش التي يؤيدها كل أطراف الشعب حتى من داخل العاصمة طرابلس الذين يعلمون علم اليقين أنه لا حل لمشكلة ليبيا إلا بسيطرة الجيش على العاصمة وتخليص الاقتصاد الليبي من سطوة المليشيات والعابثين بهيبتها وبقرارها.
واستطرد قائلاً :”أنا لم أنشق عن مجلس النواب ولم نجلس في طرابلس تحت سطوة المليشيات النواب المنشقين بالعاصمة ليس لهم من الأمر شيء ولا يستطيعون أن يوفوا بأي وعد اتخذوه، أن تنشق عن البرلمان وتقول انك برلمان موازي لتبقى تحت سطوة المليشيات التي تحكم العاصمة وتعطيهم الشرعية وتستخدموه كواجهة سياسية لاتخاذ قراراتهم وتوقيع الاتفاقيات التي بيعت بها ليبيا لتركيا وإيطاليا وبريطانيا وبعض الدول”.
وبيّن أن البعض اعتبر سعي نواب من برقة إلى أن تكون هناك نقاشات وحوارات في مصر لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل سيطرة القوات المسلحة على طرابلس، بأنه نوع من العبث، مضيفاً أن من شارك منهم باجتماعات القاهرة ذهب لينقذ مجلسهم في طرابلس ومحاولة العودة لطبرق ولإيقاف تحركات الجيش بشأن تطهير العاصمة.
إمغيب لفت إلى أن ارسال الدعوات بشكل شخصي عادة تلحقه نتائج شخصية غير رسمية أو إلزامية لذلك توقع الأغلبية فشل هذه المشاورات، معتبراً أنهم بالفعل فشلوا لأنها محاولة ميتة من الأصل ولا يمكن الوصول من خلالها لحل.
وأضاف:” يعلمون حرب الجيش وأنهم الآن في حرج ومأزق ويطلبون من الدول التدخل ودفعوا الأموال لبعض الدول من آجل صدور قرار مجلس الأمم ولا أستغرب إن كان البيان الصادر من بعض الدول سعوا له بالمال فهم يدركون أن الجيش يتقدم ولم يشرع بالعمل إلا من آجل الحفاظ على البنية التحتية للعاصمة والحفاظ على أراوح المدنيين”.
وذكر أن مضمون البيان لا معنى له إلا نقطة تشكيل حكومة وحدة وطنية التي نجح منظمي هذه الجلسات من وضعها بالبيان واستبعاد دعم الجيش وتحرير طرابلس والتدخل التركي الهمجي بحسب تعبيره، متسائلاً مع من سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية هل نضمن عدم وجود تيار الإسلام السياسي في هذه الحكومة وخلوها من الإرهابيين؟.
كما شدد أن المسألة الآن أصبحت في يد الشعب الليبي الذي لن يقبل بإعادة تدوير حكومة الصخيرات والغويل والحاسي وغيرهم بعدما أصبح ناضج سياسياً فلا يمكن الجلوس مع أي طرف أو وصفه شريك في الوطن إلا بعد بسط سيطرة الجيش على ليبيا بالكامل.
وأوضح أن النواب شاركوا في اجتماعات القاهرة بنية صافية وصادقة من أجل بناء الوطن لكن بعض الأيادي سعت لوضع عدد من العبارات في البيان يحمل معناها عدة أوجه كاستبعاد أي دعم وذكر للجيش والتدخل السافر لتركيا ودعمها للمليشيات بالإضافة لقطر وتصريحات أردوغان الأخيرة.
عضو مجلس النواب اعتقد أن البيان الصادر عن الدول الست مصر والإمارات وأمريكا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا جاء عقب بيان أعضاء مجلس النواب المجتمعين في القاهرة، منوهاً إلى أن ما يحدث في ليبيا هي حرب الجيش المكلف من الجهة الشرعية الوحيدة لتخليص العاصمة طرابلس من المليشيات وليس كما يعتقد المجتمع الدولي بأنها حرب أهلية.
وبيّن أن الرمزية التي اتخذها العالم والذي بنت عليه الدول هذا البيان هو اجتماع النواب في القاهرة وما صاحبه من حملة دعائية إعلامية كبيرة قادتها بعض الدول المؤيدة لحكومة الوفاق، مبدياً قناعته بأن ليبيا هي المكان الأنسب والأفضل لمناقشة كل المشاكل التي تتعلق بالوطن والمواطن.
ختاماً قال إن هناك فرق كبير بين تركيا ومصر التي تقف مع الشعب الليبي واستقرار البلاد لذلك لديها بعثة دبلوماسية في طرابلس تعترف بحكومة الوفاق لهذه اللحظة أما تركيا فهي لا تعترف بالجيش والبرلمان بل بحكومة السراج فقط وفقاً لقوله.