انخفض الاستثمار الصيني في الولايات المتحدة بما يقرب من 90 في المئة خلال السنتين الأوليين في ظل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ خاض أكبر اقتصادين في العالم حربا تجارية شرسة.
وأفادت إحصاءات شركة “مجموعة الروديوم” للاستشارات والأبحاث الاقتصادية أن الاستثمار من الصين بلغ في عام 2016 أعلى مستوى على الإطلاق إذ وصل إلى 46.5 مليار دولار، إلا أن قيمة الاستثمار الصيني في العام التالي انخفضت إلى 29.7 مليار دولار قبل أن تصل أدنى مستوياتها منذ تسع سنوات عند 5.4 مليار دولار عام 2018؛ فخلال العامين المنصرمين انخفض الاستثمار بنسبة 88 في المئة، وفقا لما أوردته صحيفة “ذا هيل” الأمريكية.
وكان ترامب قد فرض تعريفات جمركية على واردات الصين إلى الولايات المتحدة بقيمة 250 مليار دولار كنوع من زيادة الضغط على ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتغيير بعض ممارساتها التجارية؛ إذ اتهم الصين بممارسات تجارية غير عادلة مثل التلاعب بالعملة وسرقة الملكية الفكرية.
وردت الصين بفرض رسوم جمركية على المنتجات الأمريكية، لكنها لم تكن قادرة على الانتقام بنفس الحجم.
وقالت مجموعة الروديوم في تقرير: “نقدر أن المستثمرين الصينيين تخلوا عن صفقات تبلغ قيمتها أكثر من 5ر2 مليار دولار في الولايات المتحدة عام 2018 بسبب مخاوف من لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة والتي لم يتم التوصل إلى حل لها”.
ويمثّل الانخفاض الأخير في الاستثمار الصيني تحولا كبيرا؛ فقبل عام 2010 كانت استثمارات الصين في الولايات المتحدة ضئيلة، وكانت دون المليار دولار بعد الكساد العظيم عام 2009 ثم ارتفعت إلى 4.6 مليار دولار عام 2010، وعلى مدى السنوات التالية نمت بشكل كبير حتى بلغت ذروتها عام 2016. وبعد توّلي ترامب منصبه بدأ عدد الصفقات والمستوى الإجمالي للاستثمار في الانخفاض.
واتفقت الولايات المتحدة والصين الشهر الماضي على استئناف المفاوضات بعد خروج المحادثات السابقة عن مسارها في مواجهة التعريفات الجديدة.