واشنطن- 17 يوليو 2021م –(وام)
كشف كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ـ ممن يشرفون على المراجعة الاستخباراتية لأصول فيروس كورونا ـ أن النظرية القائلة إن الفيروس تسرّب بطريق الخطأ من مختبر في مدينة ووهان الصينية؛ موثوقة مثل احتمال ظهوره بشكل طبيعي في البرية، وهو تحول وصفته شبكة “سي إن إن” الأمريكية بالجذري، حيث قلل الديمقراطيون قبل عام علنًا من أهمية ما يسمى بنظرية التسرّب في المختبر.
وبعد مضي أكثر من نصف المدة في مسعى الرئيس بايدن المتجدد، والذي حدده بـ 90 يومًا للعثور على إجابات حول منشأ الفيروس، لا يزال مجتمع الاستخبارات منقسمًا بشدة حول ما إذا كان الفيروس قد تسرب من مختبر ووهان أو قفز بشكل طبيعي من الحيوانات إلى البشر في البرية، حسب مصادر متعددة مطلعة على التحقيقات.
وقال هؤلاء الأشخاص إن القليل من الأدلة الجديدة ظهرت لتحريك البوصلة في اتجاه أو آخر، لكن حقيقة أن نظرية التسرّب في المختبر يتم النظر فيها بجدية من قبل كبار مسؤولي بايدن جديرة بالملاحظة، وتأتي وسط انفتاح متزايد على الفكرة على الرغم أن معظم العلماء الذين يدرسون فيروسات كورونا والذين حققوا في أصول الوباء؛ يقولون إن الأدلة تدعم أيضا فكرة المنشأ الطبيعي للفيروس.
وأفادت المصادر أن المعلومات الاستخباراتية الحالية حتى الآن تعزز الاعتقاد بأن الفيروس نشأ على الأرجح بشكل طبيعي، من الاتصال بين الإنسان والحيوان، ولم يتم هندسته بشكل متعمد، لكن هذا لا يمنع احتمال أن يكون الفيروس نتيجة لتسريب عرضي من معهد ووهان لعلم الفيروسات؛ حيث أُجريت أبحاث فيروس كورونا على الخفافيش، رغم أن العديد من العلماء المطلعين على البحث يؤكدون أن مثل هذا التسرب غير مرجّح.
ويوم الخميس، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم: إنه من “السابق لأوانه” استبعاد احتمال أن يكون تسرب المختبر قد أدى إلى انتشار الوباء، وحث الصين على تقديم معلومات مباشرة حول حالة هذه المعامل قبل الجائحة وفي بدايتها.
من جانبهم، قال العلماء الذين وجدوا أدلة جينية قوية على أن الفيروس جاء من حيوان: إنهم يرغبون أيضًا في الوصول إلى ما تعرفه الصين عن بدايات الوباء، موضحين أنهم لا يستطيعون إثبات هذه الفرضية دون الوصول إلى العينات المبكرة.
ومع تقدم المراجعة بدأ البيت الأبيض أيضًا في توجيه تهديدات علنية، حيث حذر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بكين الشهر الماضي من عواقب محتملة، وقال لشبكة فوكس نيوز: إن الصين ستواجه “عزلة دولية” إذا لم تتعاون مع التحقيقات، وصرح لشبكة CNN في اليوم نفسه بأنه “إذا اتضح أن الصين ترفض الوفاء بالتزاماتها الدولية، فسيتعيّن علينا النظر في ردودنا خلال تلك المرحلة”.