القاهرة – محمد فتحي الشريف
وصف اللواء أركان حرب دكتور محمد عبد الله الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان المصرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ،الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بالبطل الذي قطع الطريق على المتربصين بالدولة الليبية وشعبها ،فعندما بدأت عملية الكرامة في مايو عام 2014 كانت ليبيا تعج بالميلشيات المسلحة والجامعات الإرهابية في كل مكان شرقا وغربا شمالا وجنوبا حتى وصل عددها إلى أكثر من 1700 ميلشيا مسلحة وجماعة إرهابية متمركزة في كل الإنحاء .
وأضاف الشهاوي في اتصال هاتفي خاص مع “وكالة أنباء المستقبل الليبية الرسمية ” أن الجيش استطاع أن يطهر أكثر من 90% من الأراضي الليبية بدأت من الشرق الليبي في بنغازي ودرنة واتجهت إلى الجنوب واليوم على تخوم طرابلس وداخلها ليطهر ليبيا من الإرهاب .
وقال مستشار كلية القادة والأركان المصرية ،أن رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية فايز السراج واقع تحت تأثير المليشيات في طرابلس وهي حقيقة يعرفها العالم أجمع ،مضيفا أن حديث مندوب السراج في مجلس الأمن عن شكوى ضد مصر حديثاً عبثيا عديم الأثر ومن باب الشو الإعلامي بعد أن انكشف أمرهم ،فالسراج يأتمر بأوامر الميلشيات في طرابلس وهو مخالف للقانون وللمادة الثامنة من اتفاق الصخيرات عندما وقع على اتفاق الأمني بشكل منفرد ومن خلال مجلس رئاسي منتهية مدته بالإضافة إلى استقالة اغلب أعضاء المجلس الرئاسي التسعة .
وعن الأنباء التي تداولت حول تقديم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يوم 7 يناير المقبل طلب للبرلمان التركي للتصويت على إنزال جنود في ليبيا قال “الشهاوي ” مصر لن تسمح مطلقا بوجود أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية لان ليبيا ومصر أمن قومي واحد ،مؤكدا أن مصر قادرة علي ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنها القومي، ولقد قامت الدولة المصرية من خلال القوات البحرية بإجراء تدريب بحري قتالي في المياه العميقة للبحر المتوسط وقامت الغواصة 209 بإطلاق صاروخ (هاربون) لمسافة 130 كيلو متر ودمر هدفه باحترافية ودقة عالية وهو صاروخ مضاد للسفن ،وكان هذا التدريب عبارة عن رسالة ردع قوية لمن يفكر في المساس بالمصالح الاقتصادية أو يهدد الأمن القومي المصري .
ووصف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية،كلام الرئيس التركي أردوغان عن إرسال جنود إلى ليبيا بأنه ” زوبعة في فنجان” لن تترك أثرا ،وهذا هو الرئيس التركي كثير الكلام قليل الفعل ،موضحا أن أي إنزال لأي جندي من تركيا على أرض ليبيا سيكون مصيره الدمار من قبل الجيش الوطني الليبي كما حدث في (28) عربة مدرعة التي أرسلتها تركيا في مركب تجاري لميلشيات الوفاق وبعد تخزينها في مخازن السراج دمرها الجيش الوطني الليبي .
وتابع “الشهاوي ” قائلا : أن تركيا تسعى لتحقيق ثلاث أهداف في ليبيا قبل أن تذهب لمؤتمر (برلين ) الهدف الأول أن يكون للجانب التركي نصيب من إعادة الإعمار في ليبيا لمساندة الاقتصاد التركي المهزوز والمترهل.. الهدف الثاني الحصول على احتياجات تركيا من الطاقة والغاز والتي تقدر بـ95 % من إجمالي احتياجاتها النفطية والتي تكلف حوالي 50 مليار دولار سنويا ..ثالثا ..إحياء مشروع الجماعة الإرهابية التي تراجعت وانهارت في مصر وبعض الدول العربية ،إذ تعد ليبيا هي أخر أوراق جماعة الإخوان الإرهابية في المنطقة والعالم لإحياء مشروع الخلافة العثمانية .
وعن جولات رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح الخارجية، قال مستشار كلية القادة والأركان المصرية ،أن الجولات كانت للدول التي تقف مع الشرعية الحقيقية في ليبيا والمتضررة من بلطجة أردوغان في المنطقة فشملت اليونان التي طردت سفير السراج وقبرص التي أقامت قضية علي الاتفاق الأمني الباطل ومصر التي تدعم وتساند الجيش الوطني الليبي ،فجميعها جولات ايجابية حققت المأمول منها ونسقت المواقف الإقليمية ،فلن تستطيع تركيا أن تكرر ما حدث في الشمال السوري مع ليبيا في ظل وجود مصر التي تسعي لحل أزمات المنطقة في إطار السلمية وهو ما تسعى إليه مصر لتحقيقه في ليبيا .