أن تنشئ فضاءً ثقافياً وإبداعياً جديداً، فذلك أمر
في غاية الأهمية والإلحاح، كي تعبر عن نبض يحمل
الثورة في جوانحه، ويمتلئ بها، ويحرص على مراجعة
مفرداتها من خالل ذلك الفعل الثقافي، بعيداً عن
«حنجورية » الأدب وفروسيته القديمة بالفكرة البالية
المستهلكة، فذلك هو الإبداع في حد ذاته، أما أن
يكون التحدي الأكبر لتلك المنظومة الثقافية الجديدة
هو وجودها في أجواء تحمل الصراع والجهاد معاً في
أجواء الثورة والحرب الحقيقية، فذلك مما يضاعف
من أهمية هذا المد على المستوى المعايش.
ذلك في يقيني ما قامت به مجلة الليبي في ثوبها
القشيب الذي يحمل معاني التحدي مع ملازمة
الإنتاج الثقافي الجيد المستوى الرفيع المتنوع، وأن ما
خطته مجلة الليبي من نجاح كبير، هو لبنة جديدة
لإعادة الوجه الحقيقي للثقافة الليبية المرتبطة بقوة
بالثقافة العربية بما ترفدها به من ملامح تلاقح
وانصهار وتوحد.