أن تصدر مجلة، هذا يعني أنك تضيء شمعةً في
ظالم الجهل الدامس. وأن تستمر في الصدور فهذا
يعني أن الشمعة تصبح شموعاً فبؤرة نورٍ تنير
العقول وتحررها من قيود التخلف..
الجهل ليس مرادفاً لعدم التعلم والتعليم، فأبو جهل
كان في قومه حكيماً ومقدّماً، لكنه مكابر وجاحد،
فلم ينفعه علمه، وجنت عليه ثقافته، ثقافة «لي
الصدر دون العالمني أو القبر »، فال مجال لآخر، ولا
مكان للحجة، ولا جدوى من الإقناع والاقتناع.
العزيز )الصديق بودوارة( وزملائه ينحتون صخر
تخلفنا في صحراء تأخرنا بإصرارهم على إصدار
مجلة ثقافية في زمنٍ لا صوت فيه إلا للسالح، ولا
رائحة إلا للبارود، ولا لغة تسمح إلا لغة الكراهية
والبغض.
ما يقوم العزيز )بودوارة( وزملائه هو أشبه بعملية
تنظيف مستميتة لإعادة الحياة لبستان كان ذات يوم
مزداناً بالورود والرياحني وأشهى الثمار، فإذ به
بفعل الجهل والجهال يصبح خراباً. شكرا لكم لا
تكفي، فاللغة تضيق أحياناً عن المعاني..