يخبرنا التراث العالميّ في إحدى سرديّاته عن ظهور الحكيم “رويان” ليعالج البرص المنتشر بجسد الملك “يونان”, بعد فشل أطباء المملكة في ذلك. مستخدما طريقة غاية في الغرابة والبساطة في العلاج. حيث غمر الصولجان بمزيج من الأدوية وطلب من الملك أن يمسكه إلى أن يتعرق. ليسري الدواء في كامل جسده المعلول, فكان ما كان وشفي الملك “يونان”, وبقدر فرح الملك والحكيم بنجاح التجربة بقدر ما أوقد ذلك حقد الوزير, مما دفعه ليوغل صدر الملك على الحكيم, قائلا:
يا مولاي:
“إن الذي يستطيع أن يشفيك بشيء تلمسه, يستطيع أن يقتلك بشيء تلمسه”.
وقرّر الملك قتل الحكيم. فأرسل إليه, وتوسّل الحكيم جاهدا ولكن دون جدوى, حينها قال الحكيم يا مولاي:
“امهلني قليلاً لأودّع أهلي وأهب كتبي ليُنتفع بها”, ولديّ هدية كنت قد عزمت إهداءك إياها وها قد أتى وقتها.
ويقدّم الحكيم هديّته والتي كانت كتابا, قائلا: إنه يضم خلاصة معارفي, وفيه من الأسرار الشيء العجيب, إلى حد أنك إن قطعت رأسي وقرأت ثلاث صفحات منه, ستكلمك الرأس وتجيبك عن أي سؤال يدور في خلدك!!!.
وفضولا منه تصفّح الملك الكتاب فوجد صفحاته ملتصقة فبلّل أصابعه ليتصفحها ولم يدرك أن الحكيم قد دسّ سمّا مميتا في ثناياه, ليسقط الملك على الفور.
ويخاطب الحكيم الجنود قائلا: إن ما حدث كان بتدبير من الوزير فقبضوا عليه, واستوى للمُلك للحكيم رويان.
“ولم يطلع الصّباح ولم تسكت شهرزاد عن الكلام المباح”, فهي سيرورة حتمية, بتغير الزمان والمكان, وتلقّفت العدد الأخير من “مجلة الليبي”..
مأخوذة من طيّاتها المورقة والمرفرفة التي تبلّل روحها وعيا وفكرا . متسائلة كيف لم تحتاج إلاّ إلى اثني عشر شهرا ليعلّق اسمها على مشجب السماء.
“الليبي”.
“أصبحت قطعة ضوء تعزّز معرفتنا بالوطن”, وما يكتنز فيه من ثقافات وتنوع ليحيك ثوبا باذخ الجمال في أرجائه, ليتفتّق عشق ما ظننّاه يعتمر في أرواحنا, تحيل العالم إلى فسيفساء, تعرّج بك بين قارّاته وبلدانه, ورجالاته في الثقافة والدين والفنون والأدب والتاريخ والفلسفة, في فسحة خفيفة الروح. بالغة الأثر في الأنفس العطشى للجمال.
مجلة الليبي
“في عامك الأول, وقد عجز الثناء أن يجمع شتاته ليقترب من مداك العالي,
بوركت لك هذه المسيرة المعطاءة في درب التنوير والحب والمعرفة.
فأنت بحق “معرفة عذبة”.