اختتم امس بمدينة ترهونة مؤتمر القبائل والمدن الليبية تحت شعار”حي على الجهاد”. وضم المؤتمر شخصيات ورموز اجتماعية وسياسية وعسكرية من كافة المدن الليبية، ما يؤكد مبدأ الدبلوماسية الشعبية ودورها الهام بجانب الدور السياسي والعسكري لمؤسسات الدولة، وفي رسالة بالغة الأثر للقاصي والداني بأن الشعب الليبي يقف صفا واحداً، رافعا هامته، يداً بيدٍ مع قواته المسلحة التي تذود عن حماه وتقارع الإرهاب.
وفي كلمته أمام الوفود الزائرة أكد الشيخ صالح الفاندي رئيس مجلس أعيان مدينة ترهونة أن هذا المؤتمر يؤكد الملحمة الوطنية لكفاح الشعب ضد المليشيات التي اغتصبت السلطة، مشيرا إلى أن المسألة الآن مسألة وطن. ولا حياد مع الوطن، وأن مدينة ترهونة تتعهد أمام الشعب الليبي بحماية كل من يلقي سلاحه وينسحب من مقاتلة القوات المسلحة العربية الليبية.
وفي كلمة مقتضبة قال عضو مجلس النواب عن ترهونة الدكتور محمد العباني إن على الليبيين أن يتناسوا جراحهم ويقفوا صفا واحدا مع قواتهم المسلحة لمواجهة الغزو التركي.
وأكد المتحدث باسم مجلس أعيان ترهونة عبدالرحيم البركي ضرورة تشديد القبائل الليبية على مؤازرة الجيش الليبي في دفاعه عن الأرض والعرض والسيادة الليبية.
وبعد مناقشات وكلمات متتالية يملأها الحماس الوطني من كافة ممثلي القبائل الليبية، خلُص البيان الختامي للمؤتمر على أهمية دعم القوات المسلحة العربية الليبية وتخويلها لمهمة تحرير البلاد من قبضة المجموعات المتطرفة التي عاثت في الحرث والنسل فساداً ، وتنازلت عن السيادة الوطنية. مطالبين المجتمع الدولي بضرورة سحب الاعتراف من المجلس الرئاسي الذي ولد ميتا من اتفاق الصخيرات، ولم ينبثقْ من الجهة الشرعية الوحيدة في الدولة والمتمثلة بمجلس النواب، ومحاسبة أعضاء المجلس الرئاسي ومجلس الدولة بتهمة الخيانة العظمى باستجلابهم الغزو التركي وانتهاكهم مبدأ السيادة الوطنية، وأكد الجمع على ضرورة مواصلة إغلاق الموانئ النفطية من قبل أبناء القبائل الليبية، والتي يذهب رِيعها لدعم المليشيات الإرهابية التي تحتل العاصمة طرابلس وتهدد الأمن والسلم المجتمعي. ليس في ليبيا فقط بل في المنطقة بأسرها، كما شدد البيان الختاميّ على أن ليبيا دولة موحدة ومستقلة، لا شرق ولا غرب ولا جنوب ولا شمال بل شعب واحد يربطه ماضٍ واحد ومستقبل واحد، وجاء في البيان التأكيد على ضرورة صياغة دستور توافقي يضمن الحقوق والواجبات. محققا مبدأ التداول السلمي على السلطة ويؤكد مبدأ استقلالية الدولة الليبية، مستمدّا نصوصه من الشريعة الإسلامية.
وفي الختام شكرت اللجنة المنظمة الوفود المشاركة في المؤتمر والإعلاميين لتفانيهم في بث أعمال المؤتمر.