القبة- 18 فبراير 2022م -(وام)
وجّه رئيس مجلس النواب المستشار عقيله صالح، أمس الخميس، كلمة إلى الشعب الليبي بمناسبة الذكرى الحادية عشر لثورة السابع عشر من فبراير.
رئيس مجلس النواب المستشار عقيله صالح، وفي كلمته، قال: “الشعب الليبي العظيم نستذكر في هذا اليوم السابع عشر من فبراير ذكرى التضحيات العظيمة التي بذلها شعبنا من أجل الحرية والعدالة والمساواة، وبناء مجتمع ديمقراطي متحضر، تحت مظلة دولة مدنية، تمنح أبناء الوطن حق المشاركة السياسية والتداول السلمي على السلطة، وهنا يجب أن أذكّر بأن الثورة حراك مجتمعي جماعي مشروع وله أهداف نبيلة لكن الثورات التي لن تنتهي إلى التغيير إلى الأفضل ولا تترجم أهدافها ومنجزاتها طموحات الأمة وآمالها ورغباتها إلى واقع مُعاش؛ تفقد مع الزمن ومع تفاقم الأزمات وزيادة المعاناة قيمتها الانسانية والأخلاقية، لذلك فالاختيار الحقيقي لإرادتنا ووطنيتنا وشجاعتنا اليوم، هو بالتجاوز لنفق التصادم الفكري والجهوي ومنعطفات الصراع بين الإخوة الأشقاء وعدم التفريط في منجز التقارب والسلام والتوجه نحو بناء مجتمع متسامح قادر على العمل والإنتاج والإبداع”.
وتابع: “وفي سابقة سياسية لم تحدث منذ 2011 استطاعت الأطراف السياسية تجاوز مرحلة التدخلات والإملاءات الخارجية السلبية، وذلك بإطلاق حوار ليبي ليبي مباشر وضعت فيه مصلحة الوطن والمواطن أساسا لصياغة تفاهمات تنعكس ايجابا على حياة المواطن وأهمها وضع وإقرار خارطة طريق محددة بجدول زمني تنتهي إلى تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال وتشكيل لجنة مختصة من الخبراء القادمة بعيدة عن تأثيرات أهواء الأفراد والجماعات لإجراء تعديلات على مسودة الدستور بهدف إنتاج دستور توافقي، على أن تشرع حكومة الاستقرار في تهيئة الأوضاع الامنية والاقتصادية وإزالة كل أشكال القوة القاهرة التي أعاقت تنظيم الانتخابات في موعدها”.
وأضاف: “شعبنا الليبي العظيم، إننا جميعاً في حاجة ملحة في هذه المرحلة لطيّ صفحات الماضي ونبذ خطاب الكراهية ومساندة حكومة الاستقرار للقيام بمهامها وهي مسؤولية مشتركة على كاهل كل الليبيين من أجل بناء دولتهم المنشودة”.
واستكمل: “المصالحة الوطنية هي الأساس لمد جسور التسامح وترسيخ الثقة بين الليبيين في الشرق والغرب والجنوب، ونهضة ليبيا واستقرارها مرتبطة بقدرتنا على الاستمرار في حوار ليبي ليبي وعلى صياغة دستور للبلاد والاستفتاء عليه في جوّ ودّي أخويّ وبناء سلطة تنفيذية وتشريعية عن طريق انتخابات حرة ونزيهة تنتهي بها المراحل الانتقالية، ودعم ومساندة حكومة الاستقرار ومساعدتها على القيام بواجباتها لخدمة الوطن والمواطن، وأن يمنح كل منا الآخر فرص المشاركة في النهوض بالبلاد في مختلف المجالات دون إقصاء أو تهميش”.
وتابع: “نحن اليوم أمام مرحلة مفصلية وعلينا جميعاً استعادة الماضي المشرّف والقبول بالحوار الواقعي والموضوعي وترك المناكفات والشائعات وكل أشكال الشد إلى الخلف”.
ودعا رئيس مجلس النواب المستشار عقيله صالح، الليبيين للوقوف صفًا واحدًا لنطوي ماضي الصراعات والخلافات من أجل الحاضر والمستقبل، ولتجاهل أبواق الفتن والضغائن والأحقاد، ونبذ خطاب الكراهية والتوجّه نحو العمل والبناء.