ليبيا- 30 مايو 2022م (وام)
في ظلّ الانقسام السياسي الذي تعيشه ليبيا وسط مستنقع تطفو على سطحه الأجندات والأطماع الخارجية، تواصل القوات المسلحة العربية الليبية عملها في خطين متوازيين يتمثلان في الحرب على الإرهاب وبناء وتطوير القدرات القتالية لمنتسبيها وعدتها.
القوات المسلحة بعد أن رصدت أجهزتها ازدياد نشاط ووجود فلول تنظيم داعش، أطلقت عملية عسكرية شملت مناطق واسعة بالجنوب الليبي، بمشاركة وحدات من كتيبة طارق بن زياد وغرفة عمليات الجنوب، مدعومة بغطاء جوي وطائرات مسيّرة.
بلدة القطرون كانت أولى محطات القوات المسلحة، بتنفيذ عملية عسكرية نوعية، نتج عنها إلقاء القبض على بعض من فلول تنظيم داعش بينهم قيادي بارز، حيث أكد آمر عمليات الجنوب اللواء المبروك سحبان، بأن القوات المسلحة قامت بعملية عسكرية مفاجئة، سميت عملية “اليوم الواحد”.
اللواء سحبان أوضح بأن داعش تحاول استغلال الجنوب، لغرض الاستفادة من اتساع مساحته و للقدرة على التخفي والتنقل والحصول على موارد تعين وجوده، مشيراً لاستمرار الدوريات الاستطلاعية على كامل المنطقة الجنوبية، مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة على مدار الأيام الماضية.
الوحدات العسكرية استمرت في التقدم نحو جنوب القطرون لدعم القوات الموجودة قرب قاعدة الويغ، وصولاً إلى منطقة البخي، آخر منطقة ليبية مأهولة بالسكان والواقعة بجنوب شرق مثلث الحدود الليبية التشادية النيجرية، حيث تعاملت مع مجموعة تشادية تسللت إلى ليبيا بعد سيطرة الجيش التشادي على منطقة كوري بوغودي القريبة من حدود البلدين.
المعطيات على أرض الواقع وفقًا لما أشار إليه آمر عمليات الجنوب، تفيد بأنه في الآونة الأخيرة نتيجة مواصلة الجيش عملياته العسكرية، لوحظ محاولة داعش نقل نشاطها ووجودها إلى ماوراء الحدود الليبية في تشاد والنيجر، بعد أن ازداد الخناق عليها من كافة الجهات.
المكونات الاجتماعية بالجنوب على رأسها قبائل التبو أكدت دعمها للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية لبسط سيطرتها على كامل تراب الدولة، في بيان صدر عن المجلسين السياسي والاجتماعي الخاصّين بالقبيلة، معلنيْن فيه دعم القبائل للعمليات العسكرية القائمة بالجنوب الليبي.
في خط موازي تواصل القيادة العامة للقوات المسلحة تجهيزاتها لتخريج الدفعة الـ 54 و55 من ضباط الكلية العسكرية توكرة، سبقها تخريج عديد الدفعات خلال الفترة السابقة بكافة أركان القوات الجوية والبرية والبحرية، بالإضافة للأعمال القائمة تجاه تطوير ترسانتها وقدرات أسلحتها ومعدّاتها العسكرية.
غرب البلاد هو الآخر يقع تحت مرصاد القوات المسلحة، حيث تعمل استخبارات الجيش على متابعة كل كبيرة وصغيرة فيما يخصّ الانفلات الأمني، وتحركات المجموعات الإرهابية، والانتهاكات الواقعة على سيادة البلاد نتيجة التنازلات المقدمة من حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها، تمسّكاً بكرسي السلطة، وانشغال ميليشياتها في التنحر والدخول في اشتباكات مسلحة فيما بينها، وسط المدن والمدنيّن، تأتي في مقدمتها طرابلس التي تعيش في ظلّ المواجهات المسلحة بشكل دوري.
إذن جيشٌ يمضي في كفاحه المقدس نحو تطهير كامل ربوع البلاد، وحاشيةٌ من أجل الحكم باعت سيادة الوطن بأرخص الأثمان، وشعب لم يبقَ له لاحول ولا سبيل إلا جيش قدّم له أبناءه لأجل يوم يأتي فيه فتحٌ مبينٌ ونصرٌ من عند الله عظيم.