معالي السيد رئيس مجلس النواب المحترم
معالي السيد رئيس المجلس الأعلى للدولة المحترم
السادة المحترمون أعضاء الوفدين..
إنه من دواعي سروري أن أرحب بكم هنا اليوم في مقر الأمم المتحدة في هذا الصرح التاريخي – قصر الأمم – الذي يحمل دلالة رمزية كبيرة للأمم المتحدة حيث احتضن عصبة الأمم ذات يوم، والذي آمل أن يكون طالعَ خيرٍ لهذا الاجتماع المهم.
أَودُّ أن أُعربَ عن امتناني للحكومة السويسرية، التي تُؤكد مرة أخرى صداقتها تجاه الأمم المتحدة وتجاه ليبيا باستضافتها السخيّة لنا رغم ضيق الوقت.. إنّ وجودكم اليوم هنا لـدليل على تحليكم بالقيادة المسؤولة، وأود أن أعرب عن امتناني لكم على قبولكم دعوتي لهذا الاجتماع بعد وقتٍ قصيرٍ من اختتام الجولة الثالثة والأخيرة من المشاورات في القاهرة.
لقد أجرت اللجنة المشتركة مداولات موسّعة ومراجعة مفصّلة لمسودة الدستور وعكفت على تسوية الخلافات وتوصلت إلى توافق في الآراء بشأن قضايا مهمة.. وللمرة الأولى منذ اعتماد الهيأة التأسيسية لصياغة الدستور لهذه المسودة في عام 2017، انخرط مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في دراسة ومراجعة جادّة لمشروع الدستور، واتفق المجلسان على عناصر غاية في الأهمية وضمانات ووسائل أمان لا غنى عنها لإجراء انتخابات وطنية، وبالتالي إنهاء دوامة المراحل الانتقالية والفترات المؤقتة التي مرت بها ليبيا.. إنه لإنجاز جدير بالثناء، فقد كانت المهمة شاقة.
نجتمع هنا اليوم لمناقشة أمر أخير وذا أهمية مماثلة ظلّ عالقا خلال المشاورات في القاهرة، ويتطلب من رئاسة المجلسين التوصل إلى توافق في الآراء، وهذا الأمر هو التدابير الانتقالية التي تشمل المواعيد والطرق والمراحل الأساسية لضمان مسار واضح لإجراء الانتخابات الوطنية في أقرب وقت ممكن، وذلك من خلال العمل المشترك والخروج بنتيجة توافقية.. لقد شهدتُ مستوى غير مسبوق من التعاون بين المجلسين وقد وصلتم الآن إلى مرحلة حاسمة من طريق طويل وشاق.. حان الوقت الآن لبذل جهد أخير وقرار شجاع؛ لضمان التوصل إلى حل توافقي، تاريخي من أجل ليبيا.. شكراً لكم “.