تقرير (وام) الخميس- 25 أغسطس 2022م
آفة المخدرات من الظواهر السلبية والخطيرة في أي مجتمع تنخر به، أمورٌ شتّى تتأثر ببيئة الشخص المتعاطي لاشك بأن أولهم أسرته… فهنا فُجع الشارع الليبي على مدى الأيام الماضية بجرائم قتل كان أكثرها من أسرة واحدة، والسبب هو تعاطي المخدرات التي تذهب العقل ولا تبقي منطقًا ولا تذّر.
جرائم بشعة ارتكبها مدمنون ضد غيرهم ومنهم من قتل أمه وأبيه وبعضهم الآخر ارتقى به الأمر من ذهاب العقل إلى قتل أبنائه.. في صورٍ دخيلة –لا محالة- على المجتمع الليبي… رغم أن هذه الآفة لا تعصف بليبيا فقط.. بل في كل بقعة من العالم العربي والغربي، وتختلف وتتفاوت النسب في السيطرة والاحتواء حسب الوضع الأمني والاستقرار وقوّة القانون.
في ليبيا ورغم تواصل الجهود الأمنية وحملات المداهمة والاعتقال، إلا أن المخدرات تطفح لأعلى، بواقعة يندى لها الجبين، من حين لآخر إلا أن السيل بلغ الزبى لدى المواطنين في مدن ومناطق عديدة، وطالبوا ولازالوا بالسيطرة وإخماد هذه اللعنة التي باتت تلحق أبناءهم وتهدّدهم في ديارهم وشعورهم بأنهم عُرضة للأذى بشكل أو بآخر من المخدرات ومدمنيها.
ولأن ليبيا ليست وحدها في مهب ريح هذه الظاهرة.. دول عديدة تحاول تشديد العقوبات فعلى سبيل المثال، المملكة المتحدة تقوم بتغريم متعاطي المخدرات وإجبارهم على دفع تكاليف دورة توعوية حيالها.. أما الذين لا ينصاعون لهذه العقوبات؛ فيواجهون خطر فقدان جوازات سفرهم ورخص القيادة الخاصة بهم وغيرها من المستندات الثبوتية.. أي وكأنها تسحب منهم الأهلية.. كل هذا ليدركوا خطورة الأمر، وفداحة الخسائر التي يخلّفها المخدّر.. فهو أينما حلّ غزَا وريثما أمتع أهلك.