“80 بالمئة من وحدات العناية المركزة في تركيا أصبحت مشغولة”، استيقظ الشعب التركي على هذه الافتتاحيّة التي عنونتها كبريات الصحف المحلية في تركيا، وتعكس هذه الأرقام المفزعة سوء تعامل حزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان في التعاطي مع أزمة تفشّي وباء كورونا على الأراضي التركيّة، وأحد أوجه هذه السياسات غير المسؤولة، رفض النظام التركي وقف الرحلات الجوية التي تنقل المرتزقة السوريين وغيرهم إلى ليبيا، والذي يعد في الأعراف والمواثيق الدولية تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة عضو في منظمة الأمم المتحدة، ويرى مراقبون أن استمرار هذه الرحلات أفعال ترقى لجرائم حرب، وخاصة في هذه الفترة الاستثنائية التي يشهدها العالم بأسره جراء تفشي وباء كورونا.
وفي هذا الصدد كشفت “إليزابيث هوف” رئيسة بعثة منظمة الصحة العالمية في ليبيا، أن هذا الوضع الاستثنائيّ يتطلب إجراءات حاسمة من قبل الجميع، لأن الوباء لا يعترف بالحدود، وعبّرت “هوف” في معرض حديثها عن الجهود والتدابير المهمة التي بذلتها وتبذلها “اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا” في الحد من ظهور الفيروس، ومما يعكس هذه الخطوات الفعالة نُدرة ظهور الحالات المصابة بالفيروس في مناطق نفوذ اللجنة العليا، والتي شُكّلت بقرار من القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، حيث تم اتخاذ قرارات حاسمة للوقاية من ظهور الفيروس قبل أن تسجّل أيّة إصابة تذكر، وأبرز هذه المساعي الاحترازيّة إقفال المنافذ البرية والجوية والبحرية، خلال الأيام الأولى من ظهور الفيروس في الدول المجاورة، الأمر الذي لم تولي له حكومة فائز السراج أيّة أهمية، ومما يؤكد هذه الفرضيّة أن جلّ الحالات التي تم التأكد من إصابتها بالوباء واقعة في غرب البلاد.