14- فبراير 2023م (وام)- خلصت دراستان حديثتان، إلى أن استنشاق الهواء الملوَّث على المدى الطويل، يتسبّب في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، بالإضافة إلى الأدلة المتزايدة على تأثير التلوّث الضار في الصحة الذهنية.
ونقلًا عن مجلة “جاما سايكتري” التي نشرت الدراسة الأولى، الأسبوع الماضي؛ فإن مجموعة تضم نحو 390 شخصًا في المملكة المتحدة خضعوا للدراسة لمدة نحو أحد عشر عامًا، وقُدّرت مستويات التلوث التي تعرضوا لها بناءً على الأماكن التي يقطنون بها.
ودرس الباحثون مستويات الجسيمات الدقيقة وثاني أكسيد النيتروجين وأكسيد النيتريك، وهي غازات ملوثة مصدرها محطات توليد الطاقة بالوقود الأحفوري وحركة المرور على الطرق، واستنتج الباحثون أن التعرض على المدى البعيد لملوثات متعددة، مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
وقال معدّو الدراسة: “رغم أنّ معايير جودة الهواء في دول كثيرة لا تزال تتجاوز إلى حد كبير أحدث توصيات أفادت بها منظمة الصحة العالمية عام 2021؛ فإنه ينبغي تحديد معايير أو قواعد للتلوث أكثر صرامة”.
أما الدراسة الثانية التي نُشرت الجمعة في مجلة “جاما أوبن نتوورك”، فركّزت على الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم الـ 64 عامًا، وتأثير الجسيمات الدقيقة وثاني أوكسيد النيتروجين والأوزون.
وتمثل الهدف من ذلك في دراسة أثر تلوث الهواء على معاناة الاكتئاب في مرحلة متقدمة من العمر، حيث استندت الدراسة إلى قاعدة بياناتٍ من نظام تأمين صحي مخصص لكبار السن في الولايات المتحدة، وشملت 8.9 ملايين شخص، بينهم مليون ونصف مليون يعانون من الاكتئاب.
وأظهرت النتيجة مجددًا وجود رابط قوي بين التلوث والاكتئاب، تحديدًا من خلال مراقبة مستويات الجزيئات الدقيقة وثاني أكسيد النيتروجين للأشخاص الفقراء، ويمكن تفسير هذا الرابط من خلال العلاقة التي لوحظت بين التركيزات العالية من الملوثات والالتهابات في الدماغ، بحسب الدراستين.