أفاد وزير الصحة عثمان عبد الجليل بأن أغلب الليبيين قد فقدوا الثقة في النظام الصحي، مما جعل المرضى يتوجهون للعلاج بالخارج.
جاءت هذه التصريحات خلال كلمة ألقاها في احتفالية تخريج دفعة الدبلوم التخصصي في علاج الجذور والعلاج التحفظي بمركز الأسنان التخصصي بنغازي.
واستطرد الوزير قائلاً: “هدفنا إصلاح القطاع الصحي بكل مدن ليبيا، وبنغازي ستكون اللبنة الأولى لتطبيق منظومة التحول الرقمي”.
وأشار عبد الجليل إلى أن القطاع الصحي على مستوى دول العالم يشهد تطوراً، بينما ليبيا لازالت متأخرة دون مبرر حقيقي، لأن بالإمكان الإصلاح بتضافر الجهود ووضع إستراتيجية للنهوض بالقطاع يكون جوهرها التحول الرقمي وهذا ما تسعى له وزارة الصحة بالحكومة الليبية.
وأضاف بأن هناك نظم داخلية في بعض المستشفيات ولكن ما نفتقده هو وجود منظومة موحدة تتيح جمع البيانات وتحسين العمليات ويمكنها تغطية جوانب مختلفة في العمل داخل القطاع الصحي، مثل المحاسبة والموارد البشرية وإدارة المخازن وتوفير التحليلات الإحصائية وإعداد التقارير فضلاً على دورها الأساسي في حفظ بيانات المرضى، من خلال ملف صحي إلكتروني وبطاقة صحية إلكترونية تُمكن الطبيب المعالج من الحصول على التاريخ الطبي للمريض، مشمولاً بكل الفحوصات المعملية والمخبرية والسريرية.
وأفاد عبد الجليل أن المرحلة الأولى لربط المستشفيات التي ستقوم بتطبيقها الوزارة في التوجه إلى التحول الرقمي ستكون بدءًا بالمرافق الصحية بمدينة بنغازي والمناطق المحيطة بها، لتكون بنغازي اللبنة الأولى لكل مدن ليبيا مؤكداً على أن الأمور الفنية المتعلقة بمنظومة التحول الرقمي شبه مكتملة وبانتظار الدعم المالي لتنفيذها.
ونوه الوزير إلى أن الدولة تصرف الأموال ولكن تذهب هباءً منثورا نتيجة سوء الإدارة والفساد وعدم وجود نظام يتابع أوجه الإنفاق بصور آنية واستشهد بمثال تخصيص مصرف ليبيا المركزي العام الماضي مبلغ 7 مليارات دينار لجهاز الإمداد الطبي، ولازال مرضى الأورام يعانون من عدم توفر الأدوية المنقذة للحياة، بالإضافة إلى أن مستشفى الجلاء للحوادث بمدينة بنغازي كان سيقفل أبوابه الشهر الماضي بسبب عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية.
لافتاً إلى أن مستشفى الأطفال تلقى تبرعات لإجراء عمليات جراحية في شهر رمضان وهذا الأمر غير مقبول في وجود هذه الإمكانات التي تنقصها التنظيم والميكنة، ولكن عندما نعتمد على التقنية ونبتعد عن العامل البشري في وسائل المراقبة والمتابعة سيكون الأمر بالصورة الصحيحة والمرجوة.