2024-09-20

صحف عربية

مع كل كتاب يصدر، ومع كل مجلّة تبزغ للنّور، ثمة منارة
تُرفع، وثمة لبنة تضاف إلى لبنات البشرية على مرّ
العصور. يشبه الأمر كثيراً إشعال شمعة في هذا الظلام
الدامس الحالك الذي يلف هذا العصر. من هنا جاءت
مجلة «الليبي » لتكون لبنة في صرح الفكر الإنساني
الشامل المفتوح على آفاق المعرفة بشتى تنوعاتها، وشمعة
واقدة ذات نور نافذ يشع من ليبيا الحضارة والتاريخ
ليصل إلينا نحن أهل فلسطين.
لقد حَظيتُ بفرصة النشر في المجلة في أعدادها الثلاثة
الأخيرة. ولكنني كنتُ قد اطلعت على أعدادها الأولى
جميعاً، إذ يوفر القائمون على المجلة نسخاً إلكترونية
منها، تصفحت تلك الأعداد، وقرأت كثيراً من موادها.
فإذا بها مجلة وازنة راقية، عالية المستوى بموضوعاتها
التي تطرحها، وبكتابها المتمرسني.
أتمنى لمجلة «الليبي » وللقائمين عليها التقدم والازدهار،
وأعواماً عديدة، لنحتفل كل عام، ونحن نراها تكبر بيننا
عاماً بعد عام.

 

مجلة الليبي، درة لامعة تخرج من بين أنقاض الحرب
الضروس لتؤكد على أن الثقافة تصلح ما أفسدته
السياسة من خالل إحياء الكلمة الطيبة ، وأنا كلي
ثقة بتطور المجلة في الأعوام القادمة لوجود طاقم
تحريري وكتاب كبار يسعون لإيقاف نزيف الدم
بمداد الجد والفكر.

أن تصدر مجلة، هذا يعني أنك تضيء شمعةً في

ظالم الجهل الدامس. وأن تستمر في الصدور فهذا

يعني أن الشمعة تصبح شموعاً فبؤرة نورٍ تنير

العقول وتحررها من قيود التخلف..

الجهل ليس مرادفاً لعدم التعلم والتعليم، فأبو جهل

كان في قومه حكيماً ومقدّماً، لكنه مكابر وجاحد،

فلم ينفعه علمه، وجنت عليه ثقافته، ثقافة «لي

الصدر دون العالمني أو القبر »، فال مجال لآخر، ولا

مكان للحجة، ولا جدوى من الإقناع والاقتناع.

العزيز )الصديق بودوارة( وزملائه ينحتون صخر

تخلفنا في صحراء تأخرنا بإصرارهم على إصدار

مجلة ثقافية في زمنٍ لا صوت فيه إلا للسالح، ولا

رائحة إلا للبارود، ولا لغة تسمح إلا لغة الكراهية

والبغض.

ما يقوم العزيز )بودوارة( وزملائه هو أشبه بعملية

تنظيف مستميتة لإعادة الحياة لبستان كان ذات يوم

مزداناً بالورود والرياحني وأشهى الثمار، فإذ به

بفعل الجهل والجهال يصبح خراباً. شكرا لكم لا

تكفي، فاللغة تضيق أحياناً عن المعاني..

أن تنشئ فضاءً ثقافياً وإبداعياً جديداً، فذلك أمر
في غاية الأهمية والإلحاح، كي تعبر عن نبض يحمل
الثورة في جوانحه، ويمتلئ بها، ويحرص على مراجعة
مفرداتها من خالل ذلك الفعل الثقافي، بعيداً عن
«حنجورية » الأدب وفروسيته القديمة بالفكرة البالية
المستهلكة، فذلك هو الإبداع في حد ذاته، أما أن
يكون التحدي الأكبر لتلك المنظومة الثقافية الجديدة
هو وجودها في أجواء تحمل الصراع والجهاد معاً في
أجواء الثورة والحرب الحقيقية، فذلك مما يضاعف
من أهمية هذا المد على المستوى المعايش.
ذلك في يقيني ما قامت به مجلة الليبي في ثوبها
القشيب الذي يحمل معاني التحدي مع ملازمة
الإنتاج الثقافي الجيد المستوى الرفيع المتنوع، وأن ما
خطته مجلة الليبي من نجاح كبير، هو لبنة جديدة
لإعادة الوجه الحقيقي للثقافة الليبية المرتبطة بقوة
بالثقافة العربية بما ترفدها به من ملامح تلاقح
وانصهار وتوحد.

حينما يحمل العالِم على كاهله هموم الوطن الذي يئن
من وطأة الظلم والعدوان ، حينما تصرخ الدماء فتصهر
الرمال ويتلقفها الأديب على صدره فيشهر قلمه مدافعاً
عن تراثه ووطنه وحريته من فكرٍ متطرف أصاب المجتمع
فسقط في هوة من الدمار ، ظلت مجلة «الليبي » تقدم
للعالم الصورة الحقيقية لليبي المتحضر الذي يصل بعلمه
ورقيه وثقافته إلى عنان السماء ، رافعاً راية التحدي ضد
الثقافات الدخيلة على الشعب الليبي من عنفٍ وكراهية،
حيث قدمت مجلة «الليبي » أول الغيث … كلمة، واتخذت
من المودة والمحبة منهاجا لها حتى «عندما نطق الجماد »
بكل لغات العالم أن حريتنا وأراضينا «ليست للبيع . »
كل عام ومجلة الليبي بخير وجميع الشعب الليبي بأمان
وسلام وانتصار وتحدي ، كل عام ودكتور الصديق بودواره
المغربي وجميع القائمين على مجلة الليبي بخير، وعقبال
ألف ألف عام من الإبداع والتألق.

 

مجلة الليبي.. ترتادنا .. تُرخي جدائلها، تحارب
الجهل وتنتصر. أمست في الفكر نور..في ظلمة الأيام
تنتشر، و من بني رماد الحرب تزهر، وتحيك بياناً
واضحاً صريحاً نسيجاً ثقافياً في النفوس يفسح الأمل
ويمحو الغبن واليأس. من الأفئدة يعتصر.
هي تاج ترصعه نجوم المعرفة، وتغتني مآثرها بملاك
العلم، والحبر منها يتدافع كموج البحر حكمةً وقوانينَ
لغة ومجداً قائماً بحد ذاته يقظةً في الفكر.
أتكلم عن مجلة الليبي، هذا الملتقى للآفاق الواعية،
والنتاج الإبداعي لذاكرة ثقافية اجتماعية فنية فكرية
متحررة يلّفها السحر والعطاء.

في الوقت الذي كاد اليأس يحبسني إليه، جاءت
«الليبي » لتعيد الأمل في الصحافة الثقافة الليبية،
كواجهة تجمع شتات الإبداع الليبي والأقالم الليبية
حولها.. وبالرغم من حداثتها، إلا أن هذه المجلة
رسخت حضورها بتميز وفاعلية.. أحيي كل العاملين
بهذه الدرة في تاج صحافتنا الليبية.

 

عندما يتخطى الحلم عتمة الجدران… متى يخطّ

له طريقاً من وراء الأبواب الموصدة قسراً… في

فضاء الضوء والظل يرتسم حلمنا صوراً وحكايا،

ومن ردم الحرب تُزهر اللّيبي. مجلة تُطفئ شمعتها

الأولى،لتُعلن مشوار ما بعد البداية… ضمن هذا

الفضاء الثقافي وجدت الترحال في ال لّحدود… حيّز

جمع النظام المعرفي والبلاغي لتخوض كلماتي تجربة

التأمل والتفكير. وجدت بعضاً من ذاتي بني سطور

مجلة الليبي، وعلى مساحة منها رسمت حلمي

بالألوان ليتعدّى قلمي العتمة وظلّ الحروب.

تُعد مجلة الليبي رغم قِصَر عمرها  عام من تاريخ الصدور تحديداً  علامة فارقة في المشهد الثقافي الليبي، وصوت صادح ضد كل أشكال التعتيم الظلامي، فهي تُعني بالفكر الحر والإبداع والسينما والفن، بالإضافة إلى نشر الوعي بالهُوية الليبية، وتوطيد مفهوم المواطنة والاهتمام بكل ما يتصل بتاريخ ليبيا من آثار وعادات وتقاليد شعبية، وهذه سمة مجتمعة في جميع أعدادها، ومن هنا أتخذ لها اسم )الليبي( .إن مجلة الليبي التي تصدر شهرياً عن مؤسسة الخدمات الإعلامية بمجلس النواب نجح الساهرون عليها )وهم طاقم شاب غيور( في استقطاب أقلام جادة من الأدباء والكتاب والفنان على المستوى المحلي والعربي معاً، أثروا أعداد المجلة بموضوعات متنوعة ثقافية وفكرية في جميع حقول المعرفة الإنسانية، وهذا في حد ذاته إضافة مهمة في مسيرة التنوير التي طالما سعت إليها منابر ليبية مماثلة نذكر منها: مجلة رؤى، مجلة فضاءات، ومجلة الثقافة العربية وغيرها من المجلات والصحف والمنتديات التي أخذت على عاتقها السير نحو تحديث المجتمع والنهوض بالعقل الليبي وانتشالها من ثقافة البؤس والزيف والجهل ومايلحقها من مظاهر التعصب القبلي والجهوي، وهما العامل الأساس في تعثر المجتمع الليبي في مواكبة الحداثة لعدة عقود رغم استقلال ليبيا في وقت مبكر تتميز مجلة الليبي بسياستها التحريرية المحايدة، فهي تهدف إلى ثقافة الاختلاف والتباين في الآراء، ولعل نصوصها تكشف هويتها في الاعتناء بهذا المطلب الأصيل، فهي لا تنتمي إلى تيار محدد أو تكرس لوجهة نظر معينة، وإنما تهدف بالدرجة الأولى إلى نشر الإبداع بما ينضوي تحته من فنون الشعر والمسرح والسرد إلى جانب اهتمامها بأدب الرحلة والسفر، إن مجلة الليبي بطرحها المتميز وبأفكارها التنويرية تحاول  وهو مما يُحسب لطاقم تحريرها  الإسهام في خلق مستقبل مشرق، وذلك عبر مواجهة القبح والظلام باختيار الفن، وبانفتاحها على الحرية وتقديرها للإبداع والمبدعون، إذ أنها تدعو إلى تخليص الثقافة من التمركز حول الأيديولوجيا الذي حوّل الكتاب والمثقفون إلى كتل لا تاريخي تعمل وفقاً للانتماءات الجهوية والقبلية والحزبية الضيقة. من هنا، فإن مجلة الليبي باختلاف أصواتها وعمق مضامينها تجمع بين أصالة الفكر العربي وحيوية الحداثة الغربية من جهة، وبين قيم الهُوية والاصالة والتواصل مع الآخر من جهة أخرى. إنها  باختصار  دعوة صادقة ضد التناحر والحروب وإلغاء الآخر. أخيراً، أتمنى لأسرة تحريرها مسيرة موفقة، وتواصل مستمر لتكون على الدوام نافذة للإبداع والمبدعون.


وكأنه حلم ..
وكأن السنة مرت بنا كلمح بصر .. كخاطرة عابرة .
كصوتٍ بعيد في مدى واسع .
رحلتنا الأولى مع الليبي كانت منذ عام، وهاهو
العام يمضي، وهاهي أعداد الليبي تستأنس ببعضها
وتؤنس بحضورها الذاكرة الثقافية الليبية وتمهد
لجسر تواصلٍ مع الثقافة العربية سوف يزهر
ويُثمر بإذن الله .
في ختام هذه السنة أشكر الجميع، كل من ساهم
معنا في إع اء هذا الصرح، وكل من خط حرفاً في
هذه الصفحة مشيداً بالمجلة وداعماً لها .
سُعدت جداً بما قرأته من شهادات، وأحسست أن ما
بذلناه لم يضع هباءً ، وأن ما نصنعه بدأ يُنتج فكراً
يجتمع حوله أحبابه وعاشقوه .
كل عام وأنتم بألف خير . حرفاً بحرف، وكلمة
تتلوها كلمة .
الصديق بودوارة . رئيس التحرير .