كانت اللغة العربية مملكة بلا حاكمٍ؛ حتى جاءها القرآن
“مصطفى صادق الرافعي”
(وام)_ يوافق اليوم السبت الثامن عشر من ديسمبر؛ “اليوم العالمي للغة العربية”.
وهو يومٌ قررت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إدراج لغة الضاد ضمن اللغات الرسمية في المنظمة الأممية، وذلك في الثامن عشر من ديسمبر من عام 1973.
و يحتفي الملايين من عشاق العربية في أقاصي الأرض بهذه الذكرى العظيمة، فقد أسرت بجمال تراكيبها ووافر معانيها ورفعة بيانها، جم من الأفذاذ النجباء العقلاء، فكانوا بها حقّ؛ أسماء يشار لها بالبنان في دنيا الفكر و الفلسفة و التاريخ.
ورغم ذلك لم تزل في نفوس الغيورين عليها حزازة وحزن لما آل إليه نتاجها في الحقل العلمي الحديث، بعد أن كانت جسرا متينا عبرت منه المعارف والعلوم إلى الأمم الأخرى.
والأمر إن بُحث و محّص لم يجاوز ما كشف عنه أحد أمراء بيانها مصطفى صادق الرافعي حين قال:
ما ذَلّت لغةُ شعبٍ إلا ذلّ ، ولا انحطَّت إلا كان أمرُهُ فى ذهابٍ وإدبارٍ ، ومن هذا يفرِضُ الأجنبيُّ المستعمرُ لغتَه فرضاً على الأمةِ المستعمَرَة، ويركبهم بها ويُشعرهم عَظَمَته فيها، ويَستَلحِقُهُم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً فى عملٍ واحدٍ.
أما الأولُ : فحبْسُ لغتهم فى لغتِهِ سِجناً مؤبداً.
وأما الثاني : فالحكمُ على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً.
وأما التالثُ : فتقييدُ مستقبلهم فى الأغلالِ التى يصنعُها.
أو كما قال حافظ إبراهيم :
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي.