القاهرة – محمد فتحي الشريف
توقع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق أن تتخذ جامعة الدول العربية خطوة جادة نحو سحب الثقة من حكومة فايز السراج الغير شرعية وخصوصا بعد قيادة المملكة العربية السعودية لهذا الحراك مع مصر والإمارات والبحرين .
وقال معتوق في تصريحات صحافية خاصة لـ”وكالة أنباء المستقبل ” ،أن مذكرة التفاهم التي وقعت بين السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمثابة إعلان حرب بشكل صريح على مصر ودول المقاطعة ويمثل الاتفاق كارثة أمنية في منطقة البحر المتوسط .
وأشار المحلل السياسي الليبي إلى أن ” أردوغان ” بعث ببالونه اختبار من خلال هذه التوقيع الأمني مع السراج كما فعل في غزو سوريا في وقت سابق بهدف تحقيق مكاسب من خلال التهديد الصريح للأوروبيين والأمريكان بورقة داعش واليوم يدخل المتوسط من خلال استغلال جماعة الإخوان الإرهابية والسراج في طرابلس .
وأضاف “معتوق ” أن هدف تركيا من وراء هذا الاتفاق هي السيطرة على المتوسط وتحريك الأساطيل من مرمرة (شمال غرب تركيا ) إلي طبرق في الشرق الليبي مستغل تكبيل يد الأوربيين بالهجرة غير الشرعية والأمريكان بقاعدة ( إنجرليك) التابعة لحلف الناتو على الأراضي التركية وكذلك التهديد بالتوجه إلى موسكو لضرب المصالح الأمريكية الأوربية في الشرق الأوسط ،موضحا أن تلك الأسباب جعلت من أردوغان شخص برجماتي نفعي مستغل لأقصى درجة .
وطالب الكاتب الصحفي الليبي الجامعة العربية بالتوحد في هذا التوقيت وسحب الثقة من حكومة الميلشيات حتى لا تسيطر تركيا وجماعة الدم والخراب على المنطقة وتهدد المصالح العربية ،مؤكدا أن الخطوة الدبلوماسية يجب أن تكون سريعة وخاصة الدول التي تدعم الجيش الليبي وفي مقدمتهم مصر والسعودية والإمارات والبحرين وبعدها أتوقع أن تنظم دول الجامعة العربية وثم دول الاتحاد الإفريقي والأوربي إليهم .
جدير بالذكر أن فخامة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح وجه خطابا لأمين عام جامعة الدول العربية بشأن الاتفاقيات التي وقعها السراج مع أردوغان بشأن التعاون العسكري والأمني وترسيم الحدود البحرية .
وأوضح “صالح ” في الخطاب أن مجلس النواب المنتخب هو الممثل الوحيد للشعب الليبي وأن حكومة الوفاق بوضعها الحالي لا تزال مفروضة على الشعب الليبي ولم يتم اعتمادها من مجلس النواب ولم يحلف رئيسها وأعضائها اليمين الدستورية، مبيناً بأن الهدف من مذكرات التفاهم مع تركيا هو استباحة أراضي الدولة الليبية وأجوائها وموانيها ومياهها الإقليمية .
وأكد رئيس البرلمان على أن ما وقعه السراج وأردوغان هي اتفاقيات في صورة مذكرات تفاهم يترتب عليها احتلال الجيش التركي لأراضي الدولة الليبية وإنتهاك سيادتها، مضيفاً بأن حكومة الوفاق قد درجت على عقد اتفاقيات مشبوهة مع بعض الدول وتسميها مذكرات تفاهم والهدف من ذلك هو الهروب من تصديق مجلس النواب على الاتفاقية.
وبشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المخالفة لقانون البحار قال المستشار صالح:” أما البند الثاني من مذكرة التفاهم المضحك المبكي هو ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، مؤكدا بأن ليبيا وتركيا لا تربطهم حدود بحرية مشتركية لوجود دولتي اليونان وقبرص بينهما.
وقال بأن الشعب الليبي لم يعد يثق في الأمم المتحدة بعد أن فرضت عليه حكومة وصاية بموجب قرار مجلس الأمن 2259 ، مؤكداً على أن الجسم الشرعي الوحيد الممثل للشعب الليبي هو مجلس النواب المنتخب في انتخابات حرة ونزيهة أشرفت عليها الأمم المتحدة.
وطالب رئيس مجلس النواب من أمين عام الجامعة العربية بعرض هذا الموضوع على مجلس الجامعة ليتم إصدار قرار بسحب اعتماد حكومة الوفاق واعتماد الجسم الشرعي الوحيد وهو مجلس النواب وما ينبثق عنه .
واختتم المستشار صالح خطابه بالتأكيد على عدم اعتراف البرلمان المنتخب بما تم توقيعه بين أردوغان والسراج في أنقرة وما يترتب عنها ، مبيناً بأن الدولة الليبية في حل منها ولا تتقيد بها ، محذراً من التدخل التركي في الشؤون العربية والذي بدا في سوريا ثم الآن في ليبيا وسيمتد إلى دول عربية أخرى.