2024-11-26

 

( قصة: عائشة إبراهيم )

 

في ذلك اليوم الصيفي، لفحت الرمضاء جيوب الأرض، وتثنى الصهيد يلثم الجدران فينبعث منها لافح يقشّر الأبدان، لكن مسعود استجمع ما لديه من عزيمة، وخرج باتجاه مقبرة القرية ليزور قبر أمه قبل أن يغادر إلى العاصمة بعد سويعات.

الطريق إلى المقبرة، لا يختلف عن المقبرة نفسها، كلاهما ساكن إلى حد الوحشة، متعرج في قسوة، تنطلق منه همهمات خافتة، تحمل ريح الأولين، وخيالات الآخِرين، ومسعود يتأسى عن فزعه، بقراءة بعض الأدعية، ويسرع في مشيه متجنبا الالتفات إلى الوراء، خشية أن يرى ظلّه، الذي قد لا يشبهه!.

دفع الباب الخشبي الصغير، فأحدث صريرا قطع سكينة المكان، وأطلق وابلا من الصدى سقط على إثره الرمل من سقف الحائط القديم، حيث خلوة (المرابط) ذلك المكان الذي يتبرك فيه الزوار، يضعون فيه بعض الدراهم المعدنية، ويقرؤون ما تيسر لهم من السور القصار.

دخل الخلوة، كانت مترعة الأنس وباردة، رملها ناعم مثل وسادة من الريش، ورائحة البخور المستكيّ تنعش الجدران الطينية، وسقف (الزنور) تتدلى منه سبح ملونة، وتمائم وأعلام بيضاء، وأخرى مضرجة بالحناء. ويتصدّر الغرفة صندوق كبير من الخشب يتربع كمنضدة كبيرة، مغلّفة بأقمشة خضراء، وفوقها بعض المصاحف الصغيرة، وكتب أخرى شحيحة اللون، باهتة الأوراق.

أحس بنشوة من الطمأنينة والأمان، فغرس قدميه في قاع الرمل الرطب، ورفع يديه نحو الصندوق الخشبي وكاد أن يبدأ الدعاء، فاجأه صوت ضعيف، من تحت الصندوق، في وتيرة واثقة: كيف حالك يا مسعووووووود؟؟

ولم يلتفت مسعود نحو مصدر الصوت القادم من خلف الصندوق، فقط ، أطلق ساقيه للريح، وترك حذاءه عند باب المقبرة.

عندما عاد بعد فترة إلى القرية، أخبره والده العجوز أن الصبي الدرويش، الذي كان يجمع النقود المعدنية من الخلوة، قد أرسل له حذاءه.

( قصيدة: محبوبة خليفة )

صباح السلام  لبلادنا  جمليَّه

صباح من مُحبَّه وعاشقه وليبية

صباح السلام الدايم

من قلب ديما في هواها هايم

ينبض غلا وشوق ورجاء

وينبض تمنّي “للعزيز عليَّ”

***

يا وطنّا  ديما

صباحك رايق

صباح بالفرح

يسعد اللي متضايق

إيجيه الفْرَج

يا عين طيبكْ جيَّة

***

صباح النوارس  ماليه ميدانك

يام السرايا والزها عنوانك

ترفرف بهيهّ

رغم الألم تشتاق  للحريّة

***

صباح الحنين

اللي غلاها كيف نور العين

وللي الودايد فيك ملتمّين

(بنغازي) صباحك زين

صباحك جميل محلاه مُشرِقْ ضيّه

***

صباح محنَّة

صباحك زهَرْ وورود نسمة جنّة

صباحك زها وصباحك هناء

صباحك قلب مُحتَلّ !!

وسطَهْ (درنة)

صباح ليبيا بحروف درناوية !

***

صباحي  ناير

صباح العمر نبّيه

نمشي زاير

يسعد حياتي دوم

ملقى هَلْها

(سبها) العزيزة

خاطري نوصلها

بنت  الصحاري

بالجَمال نَدِية

***

صباحك زين

صباح الغوالي فيك ملتمّين

جمال الصبايا دوم واضح فيها

وردة بلادي ربنا يحميها

(زوارة)

على طول الزمان

باب  الوطَنْ في حاضرَه وماضيَّه

صباح السلام على بلادنا جملية

صباح من مُحبَّه وعاشقَة وليبيةً

***

صباحك جميل يا زاوية نَزْهابكْ

وين ما يقولوا زاوية ويطروها

قلبي المُعَنّى بالودايد جابكْ

وللشاعرة رفقة وما ينسوها

تعتبْ عَلي وتقول طال اغيابك

وفي الزاوية تسكن ابنيّةْ بوها*

صباحك جميل

يالزاوية  البهيَّة

صباح من مُحِبّة وعاشقة وليبية

***

صباح الغلا كلّه لباقي هلْنا

جميع المدن في ليبيا مسكنّا

من غربها لشرقها

لجنوبها ماجملنا

ندعي المولى يا كريم اشملنا

برحمَة ومحبَّة

وشوي  إنسانية

***

صباح السلام  لليبيا جملية

صباح من مُحِبَّة وعاشِقَة وليبية

***

( قصة: خيرية فتحي عبد الجليل )

أستيقظَ باكراً، زفرَ طويلاً، شهقَ، تسرب، أنثنى، تصاعدَ عالياً وأفلتَ من قارورتي، أفلتَ جامحاً، أمتدَ،  طافَ بالمكان، طافَ طويلاً، أنتشرَ، تبددَ أرتفعَ، دارَ حول أهداب ثوبي،  فاضَ، سكبَ شذاه، أوغل في التلاشي، هاجرَ إليك، ضلَ الطريق، عرج  ولم يصل بعد، ملأ الأودية،  تبدد وأنتشر بضراوة  ثم عاد ورسمَ على وجه الأفق أشكالاً غامضة…

نطقَ العطر شعراً، رتبَ أبيات قصيدته وعادَ غريباً حاملاً حدس وارتقاب، رتلَ أوجاعه، رتلها طويلاً، عطرٌ فاضَ، هبطَ، تقاطر، تماهىَ، تفردَ، عشقَ، تنبأ  وكتبَ…

ألقى قصائده على مسامع الريح، وفي أفواه الموج وألسنة النار وفي الطرقات، طارد العابرين، تاه خلف وردة، أغرته فراشة، تنزه كثيراً وراء ريشة ذات ألوان نادرة، أقتفى أثر ندى، صادق  شعاعاً مرتعشاً، ثم عاد، يائساً كان، منكسراً لاهثاً جافاً منطفئاً…

ألقى على مسامع قارورتي بقايا شذى كان ضائعا عالقاً بتلابيب نسمة عابرة، ثم لفظ أنفاسه، مات جافاً، مات جافاً باهتاً، لم يصل ولم يجد من يصغي إلي أنين شذاه.

ستغلق.. دكاكين الفضائيات ابوابها…

وتغيب عن حياتنا البيانات والحشود والهتافات…

وأمراء وتجار الحروب وشيوخ القبائل…

ومهرجي السلطة… وحواة الاعلام…

وتختفي التحليلات السياسية…

وسيبحث “النشطاء”.. و”الكسالى” عن عمل حقيقي يكسبون منه ارزاقهم…

وتنتهي اخبار الاجتماعات وأوجاع النصاب القانوني…

وتندثر العنتريات والاستفزازات ويذوب العناد…

وتصمت المدافع وسيارات الاسعاف…

ويغادر الموت طرقاتنا…

***

غداً…

ستعود الطيور لأوكارها…

ويكتشف الناس أُسرهم وجيرانهم ويكملوا أحاديث تقطعت…

ويرمموا بيوت ومساجد ومدارس…

وقلوب كساها الحزن وعذبتها الوحشة…

سيخجل البعض من اوهامهم…

ويدرك البعض الاخر حجم حماقاتهم…

وسيدس الصبي كراسة في يده…

وتمطر السماء…

زغاريد وابتهالات واغاني…

وتبتهج عيون العجائز…

لتعود الحياة اقوى مما كانت…

***

أغداً…..؟

لم لا..!!!

أعلن الممثل الأمريكي الخاص بشأن إيران “برايان هوك” أن وزير الخارجية “مايك بومبيو” أجّل زيارته المقررة إلى روسيا ليُطلع الشركاء في حلف الناتو خلال اجتماعهم في بروكسل على معلومات تتعلق بالتهديد المتصاعد لإيران في المنطقة.

وسيتوجه “بومبيو” إلى سوتشي للقاء الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ووزير خارجيته سيرغي لافروف، وهو توقيت اعتبره “هوك” جيدا لبحث الملف الإيراني، خاصة بعد تعرض عدد من ناقلات النفط لهجمات قبالة الشواطئ الإماراتية.

وسبق أن أعلن “بومبيو” أن الولايات المتحدة ستشارك في التحقيق لمعرفة الجهة المسؤولة عن هجوم الناقلات بناء على طلب من دولة الإمارات، معتبرا إياه محاولة لتهديد أمن إمدادات النفط العالمية.

كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن خطة دولية لمُكافحة ظاهرة تصاعد تيار خطاب الكراهية حول العالم.

وجاء إعلان غوتيريش خلال زيارة قام بها لأحد المسجدين اللذين تعرضا لهجوم في نيوزيلندا قتل فيه عشرات المصلين في مارس الماضي.

وأكد الأمين العام للأمم المُتحدة أنه طلب من مستشار الأمم المتحدة الخاص بمنع الإبادة الجماعية “اداما دينغ” تشكيل فريق لوضع هذه الخطة الهادفة إلى محاربة التطرف على الإنترنت، وإعداد خطة تحرك دولية لتنفيذ ذلك.

غوتيرش وضع إكليلا من الزهور أمام مسجد النور الذي قتل فيه مسلح يؤمن بتفوق العرق الأبيض ما يزيد على أربعين شخصاً، ووجهت إليه عدة اتهامات بالقتل والشروع في القتل.

وأدلى الأمين العام بخطاب من أمام المسجد الذي قُتل فيه 40 شخصاً بحادثة وقعت في مارس الماضي، بحضور عدد من الناجين من الحادث وأسر الضحايا، أعرب خلاله عن حزنه وأساه العميق للحادث، معزيا ذوي الضحايا، ومبديا تعاطفه معهم.

وأشار غوتيريش إلى خطورة انتشار خطاب الكراهية واشتداده في الآونة الأخيرة، خاصة أنه يتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي منصة للتزمت، داعيا إلى التضامن على المستوى العالمي لمواجهة هذا التصاعد الخطير للكراهية.

وصف زعيم حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي تسليم الرئيس المخلوع عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية بالحل الأمثل لتوفير محاكمة عادلة له.

وأشار المهدي الذي تعرض للسجن لعدة مرات إبان حكم المخلوع البشير خلال مقابلة مع صحيفة “الديلي تلغراف” إلى أن نيل المخلوع محاكم عادلة يتطلب وجود إصلاحات في النظام القضائي، قائلا إن البشير الذي انقلب على حكومته عام 1989 قام بجعل حياته جحيما بوصف رئيس نظام متعطش للدماء.

وأضاف أن السودان بعد خلع البشير سيكون مثالا للحداثة والهوية.

هذا ويواصل المجلس العسكري الانتقالي حكم البلاد منذ الإطاحة بالبشير ونظامه في ظل تواصل الحوار مع قوى الحرية والتغيير لتشكيل مجلس سيادة يضم مدنيين وعسكريين.

قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة إلى الهند اليوم أجرى خلالها محادثات مع نظيرته الهندية سوشما سواراج في نيودلهي، فيما تبدو أنها محاولة لتفادي العقوبات الأميركية التي ضيقت الخناق على صادرات إيران النفطية.

وكانت الهند التي تعد ثاني أكبر مستورد للنفط من إيران بعد الصين أوقفت مشترياتها من إيران الشهر الجاري عقب إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران، وإلغاء الإعفاءات التي كانت ممنوحة لثماني دول من بينها الهند، والتي كانت الثغرة التي واصلت الهند من خلالها استيراد النفط.

وأشار ظريف قبيل المحادثات إلى أن الهند تعد أكبر وأهم شركاء إيران اقتصاديا وسياسيا وإقليميا، منوها بأن زيارته للتشاور حول تطورات المنطقة والعلاقات الثنائية، ولم يرشح عن المحادثات أي تفاصيل إضافية.

وجه 13 شخصا في مجلس الوزراء البريطاني بينهم وزراء مستقيلون، رسالة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي يطالبونها بعدم الموافقة على مطالب حزب العمال بشأن اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي في مرحلة ما بعد الخروج منه.

وأشار الموقعون إلى أن أي اتفاق بشأن الاتحاد الجمركي لا يمكن أن يكون دائما، ولن يكون ملزما لمن سيأتي بعد ماي.

من جهته قال زعيم حزب العمال إن ماي لم تقدم ما يذكر بشأن اتفاق الخروج ولم تغير خطوطها الحمراء.

أنهى نادي الأنوار ارتباطه بشكل رسمي مع محترفيه الماليين علي قويندو ودامي كمارا بسبب تجمد النشاط الرياضي الكروي في البلاد.

وسيغادر اللاعبان إلى مالي بعد أنْ وصلا إلى اتفاق مع إدارة نادي الأنوار ينص على فسخ عقديهما بشكل ودي.

وأعلن المسؤلون في نادي الأنوار أن اللاعبين تسلما مستحقاتهما المالية المنصوص عليها في العقد المبرم بينهما.

هذا وتشهد العديد من الأندية مغادرة محترفيها بسبب توقف النشاط الكروي في ليبيا في كل الدرجات التابعة لاتحاد الكرة بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة.