بنغازي | 26 مايو 2022م
(وام)
يعيش الاتحاد الليبي لكرة القدم في تخبطات وعشوائية غير مسبوقة على صعيد إدارة المنتخب الوطني لكرة القدم و تنظيم المسابقات الرياضية المحلية, وسط استحقاق هام قادم للمنتخب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية في ساحل العاجل عام 2023 التي وقع فيها مع منتخبات تونس وبتسوانا وغنينا الاستوائية, وتنظيم مرحلة الدوري السداسي من الدوري الليبي الممتاز.
الاتحاد الليبي بعد إنهاء خدمات الإسباني خافير كليمنتي, تعاقد مع الفرنسي ذي الأصول البرتغالية كورينتين مارتينز, للإشراف على تدريب المنتخب الوطني, الذي سبق له تدريب المنتخب الموريتاني ونجح في قيادتهم للتأهل لكأس الأمم الإفريقية لأول مرة في تاريخهم عام 2019. والتأهل للمرة الثانية تواليًا عام 2021م، كما قاده أيضا للتأهل إلى نهائيات بطولة كأس العرب 2021.
مارتينز في أول اختبار له شهدت اختياراته تخبط باستدعاء 29 رياضيا، منهم أسماء استدعيت وهي تعاني من الإصابة واستبدلت بأخرى تعاني أيضًا من إصابة, لتحتوي تغيرات المنتخب على أكثر من 5 رياضيين, سبقها نشر الاتحاد الليبي عبر حسابه بفيسبوك قائمة المنتخب لتحذف بعدها بدقائق وتستبدل بأخرى ضمت رياضيي أندية الأهلي والأهلي طرابلس والاتحاد والنصر والاتحاد المصراتي والشط بالإضافة للمحترفين الناشطين في الدوريات العربية.
المنتخب توجه إلى مدينة الإسكندرية بمصر للدخول في معسكر تدريبي, قبل مواجهة الجولة الأولى أمام منتخب بوتسوانا بملعب شهداء بنينا يوم الأربعاء الموافق 1 يونيو 2022, والمواجهة الثانية أمام صاحب الأرض منتخب غينيا الاستوائية في يوم الاثنين 6 مايو, وسط تغطية إعلامية ضعيفة لأخبار المنتخب وآخر استعداداته نتيجة عدم اهتمام اتحاد الكرة بهذا الجانب.
على صعيد آخر يشهد اتحاد الكرة ولجانه, فوضى عارمة في تنظيم رزنامة المسابقات المحلية, ففي مسابقة الدوري الليبي, انتهت منافسات المجموعة الأولى مُنذ أسابيع رغم عدم الفصل في مباراة شباب الجبل والهلال التي توقفت في شوطها الأول, في حين لم تكتمل مباريات المجموعة الثانية إلى الآن, ومن المتوقع انتهاؤها بعد أربع أسابيع وأكثر, الذي سيؤدي لانخفاض المستوى والرتم للأندية بين المجموعتين، في حين يظل مصير مسابقة الكأس التي وصلت للدور الـ 16 مجهولا من حيث استكمالها.
رئيس الاتحاد الليبي عبدالحكيم الشلماني في تصريحات صحافية سابقة, ذكر أن الدوري السداسي سيقام خارج ليبيا بنظام جمع نقاط من مرحلة واحدة وباتفاق الأندية المتأهلة, وسيكون بتقنية الفار في دولة قطر أو مصر أو المغرب, في حين قال رئيس لجنة تنظيم المسابقات عادل الأوجلي, تصريحات مخالفة للشلماني, بإعلانه موعد انطلاق السداسي يوم 28 يونيو وستُجرى القرعة يوم 23 أو 24 من ذات الشهر, مُبيّنا أنه في حال كان داخل ليبيا سيكون من مرحلتي ذهاب وإياب بملاعب محايدة وإن كان خارج ليبيا سيقام من مرحلة ذهاب.
الاتحاد الليبي ممثّلاً بلجنتي المسابقات والحكام تَعرَّض لحملة واسعة من انتقادات الوسط الرياضي والإعلامي والجماهيري, ودخل في خلافات مع عدة أندية, حيث تعرضّت لجنة المسابقات لنقد شديد, نتيجة الفوضى والعشوائية في المسابقات المشرفة عليها, وشهدت الملاعب تجاوزات جسيمة من دخول للجماهير وأحداث شغب وسوء تنظيم وضعف شديد في تطبيق القوانين والعقوبات الرادعة, ووقوعها في أخطاء أدت لاكتمال المرحلة الأولى من الدوري في مجموعة دون مجموعة, وأخيرا عدم بثها في لقاء شباب الجبل والهلال الذي ستقرر نتيجة النادي الهابط للدرجة الأولى والفريق الذي سيدخل في مواجهة مباشرة مع صاحب الترتيب الثاني من دوري الصعود من الدرجة الأولى للممتاز.
لجنة المسابقات تعرضت لصدام مع عديد الأندية واتهمت باستخدامها لسياسة الكيل بمكيالين, ورضوخها للتهديدات والضغوط, وآخرها عقوبة الحارس الدولي وكابتن فريق الأهلي مراد الوحيشي, التي استقبلت باستنكار وإدانة من جماهير الأهلي وخرجت بيانات شديدة اللهجة باسمها تتهم اللجنة بالمحسوبية وتطبيقها للوائح على أندية دون أندية.
لجنة الحكم هي الأخرى لم توفّق في اختيار الأطقم التحكيمية المشرفة على المباريات, حيث وقعت هذا الموسم كوارث تحكيمية خطيرة ساهمت في تغيير نتائج مباريات ونشوب عنف وشغب وخلافات كبيرة بين الأندية, ومشاهد غير حضارية في غياب التأمين والتنظيم السليم للمسابقات.
واقع مجهول الملامح تعيشه الرياضة الليبية, وضعف إداري وفني وسوء اختيارات وعشوائية في اتخاذ القرارات, وشارع رياضي يغلي على صفيح ساخن, وشغب في الملاعب ودخول للجماهير في ملاعب دون ملاعب, وعلامات استفهام كبيرة على عمل الاتحاد في كافة الجوانب, وأيام مفصلية تعيشها الرياضة الليبية على مستوى الأندية والمنتخبات, ورزنامة متأخرة إقليميًّا وقاريًّا, وتساؤلات كثيرة الأيام القادمة كفيلة بتوضيحها.