مجلة الليبي منبر ثقافي يُضاف رقماً إلى المشهد الإعلامي الثقافي بليبيا، ويحق للمثقف وأصدقاء الثقافة بها أن يفتخروا ويعتزوا بهذه النجمة الثقافية، وهذه البقعة من الضوء اللامعة رغم الظروف “المكهربة ” لأن الكتابة في زمن الخرب تعني لي الكثير،فهي بالدرجة الأولى لم شتات الذاكرة والهوية، وهي أيضاً ترسم بجانب الفكرة ولو كانت مأساوية شيئاً من المتعة يقود إلى القراءة المكتملة.
صحف محلية
سنة حلوة يا جميل ، سنة حلوة يا الليبي « .. وسط تصفيق صادق من النخبة وهم يسهمون في احتفال مجلة الليبي بمرور التي يعيشها هذا البلد المغاربي العربي، من المغرب الشقيق تحيةً أكبر من جبل لكل المشرفين والداعمني لهذا المنبر الثقافي .
مرت سنة كاملة علي ميلاد مجلة الليبي ، سنة كاملة من الصدق والعطاء ونحن نقدم
للقاريء ما ننهل منه من ثقافات الآخر، ومن أبحاث ودراسات لنغذيه عقلياً وثقافياً
من خلال طرح مواضيع متنوعه في مختلف المجالات الادبية والثقافية .
عام كامل مضي علي تجربتي ضمن أسرةٍ يجمعها الحب والالتزام . عام يذكرنا بأن
المسئولية أصبحت أكبر وأن ارتباطنا إنسانياً بات أعظم وأهم .
كواحدة من أسرة هذه المجلة، أتمني أن أكون بمساهماتي فيها قد قدمت شيئاً
مفيداً، وعليه أقدم شكري وامتناني لرئيس تحرير مجلة الليبي علي ثقته وفتح المجال
واعطاء الفرصة لكلٍ في مجاله . شكري وامتناني لكل من رفد المجلة وقدّم
وساعد وانتقد وشجع ، والشكر الموصول لمؤسسة الخدمات الإعلامية بمجلس النواب
التي تصدر عنها المجلة . عام على صدورها، إلا أنها لم تكن خجولة
وعيون الحضور تحتضها لأن الليبي وبكل بساطة ولدت واقفة واكتمل نموها وخطت
خطوات متقدمة قبل أن تبصر النور لتعانق منذ ظهورها الأول عنان السماء .
مجلة الليبي دأبت على أن تؤسس بشكل صحيح وحقيقي لتفتح نافذة ليبية مطلة
على القارئ العربي ، أما “صدّيق ” الصحافة الليبية الذي يحرص على مرافقة صاحبه
القارئ متحمالً معه مشاق رسالة القراءة السامية، والحرص على انتظارها مع
منتصف كل شهر كبدرٍ منيرٍ يطالعه عشاق الحرف والكلمة، فأول الغيث كلمة .
الليبي منوعة اهتمت بالشأن الليبي وكذلك الشأن العربي ولم تغفل عن الترجمات
وفتحت ذراعيها للإبداع وأثثت لحوارات فاخرة وأدخلتنا السينما العربية من خلال
تغطيات مهمة ودراسات نقدية فنية فتحت نوافذ مهمة لكثير من الفنانين .
الليبي جذبت القارئ من خلال حكايات موغلة في الفن والتاريخ في أغلفةٍ ناطقةٍ
بالحياة كنا نعدها سابقاً نسياً منسياً . الليبي رسالة سامية حملها صديّق الصحافة
وصاحبة القارئ وفريقه من أسرة التحرير، «قبل أن نفترق » تأكدوا أن سر نجاح الليبي
كونها ولدت واقفة .
أعمال كثيرة يستطيع الكثير من الناس إنجازها
في زمن الحرب فاللصوص مثال يستطيعون جمع أكبر
الثروات في وقت قياسي خاصة في الأزمنة التي تسود
فيها الفوضى و غياب القوانين و الفاسدون أيضا لديهم
القدرة على امتالك العقارات و المزارع و البنايات بأيسر
الطرق و المجانين كذلك يمكنهم تسجيل أعلى معدلات في
عالم الجريمة من سلبٍ و نهبٍ وتدميرٍ وإزهاقٍ لألرواح.
أما أن يقوم شخص أو مجموعة بإصدار مطبوعة
محترمة وبجودة عالية وبشكل مستمر فهذا هو المستحيل
الذي فعله الأديب و الكاتب الصحفي د. الصديق بودوارة
صحبة جوقة متناغمة من العازفني المهرة من مختلف
المدن الليبية و العربية.
وتستمر جذوة مجلة « الليبي » متقدة لتشعل شمعتها
الثانية بصدور هذا العدد محتفية بالإبداع فناً و شعراً
و قصة وأخباراً ونقداً لتوثق للحياة الثقافية و الأدبية و
لتحتضن الأقالم التي تنمو على صفحاتهاو تزهر أجمل
التحايا و أطيب الأمنيات لهيئة تحرير « الليبي » بدوام
التوفيق و النجاح في خلق كوكب ليبي متوهج. عوض
الشاعري كاتب ليبي.
مع كل كتاب يصدر، ومع كل مجلّة تبزغ للنّور، ثمة منارة
تُرفع، وثمة لبنة تضاف إلى لبنات البشرية على مرّ
العصور. يشبه الأمر كثيراً إشعال شمعة في هذا الظلام
الدامس الحالك الذي يلف هذا العصر. من هنا جاءت
مجلة «الليبي » لتكون لبنة في صرح الفكر الإنساني
الشامل المفتوح على آفاق المعرفة بشتى تنوعاتها، وشمعة
واقدة ذات نور نافذ يشع من ليبيا الحضارة والتاريخ
ليصل إلينا نحن أهل فلسطين.
لقد حَظيتُ بفرصة النشر في المجلة في أعدادها الثلاثة
الأخيرة. ولكنني كنتُ قد اطلعت على أعدادها الأولى
جميعاً، إذ يوفر القائمون على المجلة نسخاً إلكترونية
منها، تصفحت تلك الأعداد، وقرأت كثيراً من موادها.
فإذا بها مجلة وازنة راقية، عالية المستوى بموضوعاتها
التي تطرحها، وبكتابها المتمرسني.
أتمنى لمجلة «الليبي » وللقائمين عليها التقدم والازدهار،
وأعواماً عديدة، لنحتفل كل عام، ونحن نراها تكبر بيننا
عاماً بعد عام.
مجلة الليبي، درة لامعة تخرج من بين أنقاض الحرب
الضروس لتؤكد على أن الثقافة تصلح ما أفسدته
السياسة من خالل إحياء الكلمة الطيبة ، وأنا كلي
ثقة بتطور المجلة في الأعوام القادمة لوجود طاقم
تحريري وكتاب كبار يسعون لإيقاف نزيف الدم
بمداد الجد والفكر.
أن تصدر مجلة، هذا يعني أنك تضيء شمعةً في
ظالم الجهل الدامس. وأن تستمر في الصدور فهذا
يعني أن الشمعة تصبح شموعاً فبؤرة نورٍ تنير
العقول وتحررها من قيود التخلف..
الجهل ليس مرادفاً لعدم التعلم والتعليم، فأبو جهل
كان في قومه حكيماً ومقدّماً، لكنه مكابر وجاحد،
فلم ينفعه علمه، وجنت عليه ثقافته، ثقافة «لي
الصدر دون العالمني أو القبر »، فال مجال لآخر، ولا
مكان للحجة، ولا جدوى من الإقناع والاقتناع.
العزيز )الصديق بودوارة( وزملائه ينحتون صخر
تخلفنا في صحراء تأخرنا بإصرارهم على إصدار
مجلة ثقافية في زمنٍ لا صوت فيه إلا للسالح، ولا
رائحة إلا للبارود، ولا لغة تسمح إلا لغة الكراهية
والبغض.
ما يقوم العزيز )بودوارة( وزملائه هو أشبه بعملية
تنظيف مستميتة لإعادة الحياة لبستان كان ذات يوم
مزداناً بالورود والرياحني وأشهى الثمار، فإذ به
بفعل الجهل والجهال يصبح خراباً. شكرا لكم لا
تكفي، فاللغة تضيق أحياناً عن المعاني..
أن تنشئ فضاءً ثقافياً وإبداعياً جديداً، فذلك أمر
في غاية الأهمية والإلحاح، كي تعبر عن نبض يحمل
الثورة في جوانحه، ويمتلئ بها، ويحرص على مراجعة
مفرداتها من خالل ذلك الفعل الثقافي، بعيداً عن
«حنجورية » الأدب وفروسيته القديمة بالفكرة البالية
المستهلكة، فذلك هو الإبداع في حد ذاته، أما أن
يكون التحدي الأكبر لتلك المنظومة الثقافية الجديدة
هو وجودها في أجواء تحمل الصراع والجهاد معاً في
أجواء الثورة والحرب الحقيقية، فذلك مما يضاعف
من أهمية هذا المد على المستوى المعايش.
ذلك في يقيني ما قامت به مجلة الليبي في ثوبها
القشيب الذي يحمل معاني التحدي مع ملازمة
الإنتاج الثقافي الجيد المستوى الرفيع المتنوع، وأن ما
خطته مجلة الليبي من نجاح كبير، هو لبنة جديدة
لإعادة الوجه الحقيقي للثقافة الليبية المرتبطة بقوة
بالثقافة العربية بما ترفدها به من ملامح تلاقح
وانصهار وتوحد.
حينما يحمل العالِم على كاهله هموم الوطن الذي يئن
من وطأة الظلم والعدوان ، حينما تصرخ الدماء فتصهر
الرمال ويتلقفها الأديب على صدره فيشهر قلمه مدافعاً
عن تراثه ووطنه وحريته من فكرٍ متطرف أصاب المجتمع
فسقط في هوة من الدمار ، ظلت مجلة «الليبي » تقدم
للعالم الصورة الحقيقية لليبي المتحضر الذي يصل بعلمه
ورقيه وثقافته إلى عنان السماء ، رافعاً راية التحدي ضد
الثقافات الدخيلة على الشعب الليبي من عنفٍ وكراهية،
حيث قدمت مجلة «الليبي » أول الغيث … كلمة، واتخذت
من المودة والمحبة منهاجا لها حتى «عندما نطق الجماد »
بكل لغات العالم أن حريتنا وأراضينا «ليست للبيع . »
كل عام ومجلة الليبي بخير وجميع الشعب الليبي بأمان
وسلام وانتصار وتحدي ، كل عام ودكتور الصديق بودواره
المغربي وجميع القائمين على مجلة الليبي بخير، وعقبال
ألف ألف عام من الإبداع والتألق.
مجلة الليبي.. ترتادنا .. تُرخي جدائلها، تحارب
الجهل وتنتصر. أمست في الفكر نور..في ظلمة الأيام
تنتشر، و من بني رماد الحرب تزهر، وتحيك بياناً
واضحاً صريحاً نسيجاً ثقافياً في النفوس يفسح الأمل
ويمحو الغبن واليأس. من الأفئدة يعتصر.
هي تاج ترصعه نجوم المعرفة، وتغتني مآثرها بملاك
العلم، والحبر منها يتدافع كموج البحر حكمةً وقوانينَ
لغة ومجداً قائماً بحد ذاته يقظةً في الفكر.
أتكلم عن مجلة الليبي، هذا الملتقى للآفاق الواعية،
والنتاج الإبداعي لذاكرة ثقافية اجتماعية فنية فكرية
متحررة يلّفها السحر والعطاء.